استقبل الملك محمد السادس، يوم 20 دجنبر 2024، في القصر الملكي بمدينة الدار البيضاء، محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وفقاً لبلاغ صادر عن الديوان الملكي.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الروابط الأخوية العميقة التي تجمع الشعبين الشقيقين، وتعزيز العلاقات المتينة المبنية على الثقة والتعاون بين البلدين.
في هذا السياق، أفاد عبد الفتاح البلعمشي، خبير العلاقات الدولية والقانون الدولي ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بالرباط، أن اللقاء بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني يعكس أهمية التعاون والشراكة بين المملكة المغربية والجمهورية الموريتانية.
وأبرز البلعمشي، أن هذا اللقاء يركز على تعزيز الإرادة المشتركة لتحقيق المزيد من التعاون وتنفيذ استراتيجيات العمل المشترك والثنائي بين البلدين.
وأضاف خبير العلاقات الدولية، أن هذا اللقاء يأتي في توقيت دقيق، حيث تسعى المملكة المغربية إلى تقديم مبادرات استراتيجية كبرى تمت مناقشتها خلاله، ومن أبرزها مشروع أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا وأوروبا، بالإضافة إلى مبادرة مأسسة دول الأطلسي التي تعد موريتانيا جزءًا منها.
وأشار الخبير، إلى أن المنطق الذي حكم هذا التواصل يتمثل في التركيز على الآفاق المشتركة في ظل اقتصاد عالمي يتسم بشدة المنافسة وتعقيداته.
وفي سياق متصل، لفت البلعمشي، إلى أن المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية تعدان دولتين تضمنان السلم والأمن، وتمتلكان المؤهلات اللازمة للمضي قدماً في تنفيذ هذا النوع من المبادرات، بما يتيح فتح آفاق جديدة لاقتصاديهما على الصعيد العالمي. كما أبرز التشابه الكبير بين السياسات الخارجية للبلدين، والتي تركز على الانفتاح وتعطي الأولوية للأبعاد التنموية والاقتصادية على حساب الأبعاد السياسية والصراعات بشكل عام.
وأورد قائلاً: "إننا، كشعبين شقيقين ومجتمعين مترابطين، نتطلع إلى تعزيز التفاعل بين البلدين، وذلك لأن موريتانيا تُعد دولة ذات أهمية كبيرة للمغرب في سياسته تجاه إفريقيا. ولا يمكن الحديث عن تفاعل كامل لموريتانيا مع الاتحاد الأوروبي بمعزل عن دور المغرب. وبالتالي، هناك مصلحة مشتركة في إنجاح هذا النوع من المشاريع الاستراتيجية."
واستطرد قائلاً: "إن التعاون على هذا المستوى يضمن تحقيق عدة نتائج هامة؛ أولاً، ضمان السلم والأمن في هذه المنطقة. ثانياً، يعد بداية لشراكة استراتيجية تحقق طموحات المغرب الكبرى في المراحل المقبلة. ثالثاً، هناك منطق التعاون جنوب-جنوب، ورابعاً يمكن الحديث عن العمق المتبادل بين البلدين، بفضل التراكم الحاصل في مجموعة من المجالات التي تشهد تعاوناً ثنائياً. كما أن هناك تاريخاً مشتركاً وواقعاً ملحاً ومستقبلاً مشتركاً، مما يجعل هذا اللقاء يحمل العديد من الرمزية والمصالح لكلا الدولتين على حد سواء."
واختتم ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية، حديثه بالقول: "في سياق متصل، إن هذا النوع من المشاريع يترتب عليه عدة انعكاسات إيجابية؛ أولاً، على مستوى التشغيل، وثانياً على المردود المادي المباشر، وثالثاً على الحماية المشتركة للمصالح، ليس فقط للمغرب وموريتانيا، بل أيضاً للدول التي قد يمر عبرها أنبوب الغاز. كما أن الاقتصاد يشكل عاملاً مهماً في بناء العلاقات وتعزيز التعاون الاقتصادي، ما يعني أن هذه المشاريع تفتح آفاقاً لقطاعات أخرى مرتبطة بها، ولكنها ضرورية لاستدامتها. وبالتالي، فإن هذا النوع من المشاريع لا يقتصر على فائدته المباشرة، بل يولد مشاريع أخرى ويخلق مجالات جديدة للتعاون.