ارتفاع ليالي المبيت بالرباط... خبير سياحي: أداء السياحة في الرباط لا يعكس مؤهلاتها الكبيرة

خديجة قدوري

أفاد مرصد السياحة بأن عدد ليالي المبيت المسجلة في مختلف مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة بمدينة الرباط شهد زيادة بنسبة 4 في المائة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ووفقًا للإحصائيات الشهرية الصادرة عن المرصد، فقد بلغ إجمالي ليالي المبيت 713.566 ليلة حتى نهاية أكتوبر، مقارنة بـ 683.910 ليلة خلال نفس الفترة من عام 2023، مع نسبة ملء بلغت 52 في المائة مقابل 53 في المائة في العام الماضي.

في هذا السياق، أفاد الزوبير بوحوت، خبير سياحي، أن الرقم المسجل في الأشهر العشر الأولى، والمتمثل في 713 ألف ليلة على مستوى الرباط، يُعد ضعيفًا مقارنة بالمؤهلات المتوفرة. حيث أن الرباط شهدت تطورات كبيرة وجهودًا كبيرة، ومع ذلك، يبقى هذا الرقم متواضعًا.

وأضاف بوحوت، أنه إذا استمر الأداء على هذا النحو، فمن المتوقع أن تصل الليالي السياحية إلى 830 أو 850 ألف ليلة، مع احتمال أن يتجاوز هذا الرقم في إقليم الحوز خلال السنة الحالية.

وأوضح بوحوت، أن نسبة الزيادة في ليالي المبيت، والتي بلغت 4 بالمائة، تُعد بدورها ضعيفة عند مقارنتها بالمعدل الوطني، حيث سجل المغرب زيادة بنسبة 10 بالمائة. كما أن هناك مناطق أخرى شهدت ارتفاعًا بنسبة 16 و17 بالمائة، مما يجعل هذه النسبة المسجلة في الرباط متواضعة مقارنة بهذه المعدلات.

وأشار بوحوت إلى أن من بين الأسباب التي ساهمت في هذه الزيادة، احتضان مدينة الرباط لمجموعة من التظاهرات مؤخراً، مثل معرض الكتاب، رغم أن نسبة الزوار الوافدين عليه تبقى محدودة نوعاً ما. كما شهدت سنة 2024 تنظيم المؤتمر السنوي للنقابة الوطنية لوكالات الأسفار بفرنسا، وهو حدث مهم نظراً للحضور الكثيف الذي شهده.

 وأوضح الخبير أن انعقاد هذا اللقاء يمثل فرصة للتعريف بالمآثر التاريخية وتحفيز وكالات الأسفار على برمجة زيارات للمدينة. ومن المؤكد أن هذه التظاهرات ساهمت في تحقيق الزيادة بنسبة 4 بالمائة.

وفيما يتعلق بنسبة الملء التي شهدت تراجعًا فعليًا، أشار الخبير إلى أن المقارنة مع وجهات سياحية أخرى تُظهر الفارق بوضوح، حيث بلغت نسبة الملء في أكادير 70 بالمائة، محققة زيادة بـ8 نقاط خلال الأشهر العشرة الأخيرة، بينما سجل إقليم الحوز نسبة 74 بالمائة بزيادة 6 نقاط، في حين بلغت النسبة في مراكش 71 بالمائة بزيادة 4 نقاط.

كما لفت بوحوت، إلى أن الرباط سجلت نقصًا بنقطة واحدة، مرجعًا ذلك إلى افتتاح فنادق جديدة في عام 2024، مما زاد الطاقة الاستيعابية التي تُحتسب على أساسها نسبة الملء، دون أن يقابلها نمو سريع في عدد ليالي المبيت.

وأوضح الخبير، أن الربط الجوي لا يزال ضعيفًا، وكذلك الترويج للرباط، إضافة إلى عوامل هيكلية، من بينها غياب شبه تام للمجلس الجهوي للسياحة في الرباط خلال السنوات الخمس أو الست الماضية.

كما نوه إلى أنه "اليوم يوجد مجلس جديد أكمل ربما عامه الأول، وعند وجود مجلس جديد من الطبيعي أن يكون له برامج عمل. ومع ذلك، لا ينبغي أن نتوقع نتائج في السنة الأولى، حيث يركز المجلس غالبًا في هذه الفترة على معالجة الاختلالات المرتبطة بالترويج.

واستطرد قائلاً: "وأظن أن خارطة الطريق قد منحت مدينة الرباط مكانة بارزة، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد الأسرة لليالي المبيت، وهو أمر مهم. كما أعتقد أن الإدارة الترابية أخذت هذا الملف بجدية أكبر، وعلى مستوى الرباط وسلا، يتم إجراء دراسة بناءً على طلب الولاية بهدف تعزيز الترويج للقطاع السياحي".

واختتم حديثه قائلاً: "على الأقل بدأنا نلمس بوادر إيجابية، حيث قام المجلس الجهوي للسياحة بصفقات وأطلق طلبات عروض لعدد من التظاهرات والأنشطة ذات الطابع الترويجي. وأظن أنه مع افتتاح الفنادق الجديدة وزيادة الترويج، سنشهد ارتفاعًا في عدد ليالي المبيت".