30 درهما للكيلوغرام.. العلوي: غلاء أسعار الدجاج رهين بغلاء اللحوم الحمراء والحل هو "طيح الشتا"

بشرى الردادي

شهدت السوق الوطنية، خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفاعا كبيرا في أسعار اللحوم البيضاء، التي باتت تتراوح ما بين 27 و30 درهما للكيلوغرام الواحد، ما بات ينغص على المستهلك المغربي معيشته.

وفي ظل هذه الأزمة، حاور "تيلكيل عربي" يوسف العلوي، رئيس الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن "Fisa"، لمعرفة سبب هذا الارتفاع، وما إذا كان أمرا متوقعا، وعلاقة الجفاف بالموضوع، وبعض كواليس إنشاء مشروع تربية الدواجن، ودور الحكومة في كل ما يحدث.

ما السبب الحقيقي وراء غلاء اللحوم البيضاء؟

المشكل نابع من غلاء اللحوم الحمراء، بعد الانخفاض الذي شهده إنتاجها، سواء تعلق الأمر بلحم الغنم أو بلحم البقر؛ الشيء لي جعل المغاربة يتكبوا على اللحوم البيضاء.

لقد رفعنا الإنتاج، من جانبنا، إلى ما بين 16 و25 في المائة. لكن لنكن واضحين، لا يمكننا تغطية كل هذه الحاجيات بنقرة زر.

فاستيراد أمهات الكتاكيت يجب أن يتم قبل عام، حتى تستطيع إنشاء مشروع تربيتها؛ بحيث تحتاج 25 أسبوعا من أجل البدء في إنتاج البيض، و3 أسابيع حتى يفقس بيضها.

وحينما كنا نبيع لحم الدجاج بسعر 6 و7 دراهم للكيلوغرام الواحد، خلال جائحة "كوفيد"، جا شي واحد سول فينا؟ لا. كنا نشتريه في سوق الجملة بهذا السعر، ليصل إلى المستهلك بسعر 10 دراهم أو 11 درهما؛ بمعنى أننا كنا نخسر 6 دراهم.

ثم هناك نقطة أخرى، مربي الدجاج ليس كمربي اللحوم الحمراء أو الحليب، الذي يتوصل بدعم حكومي سنوي. لقد كنا قطاعا حرا، عمرنا شدينا شي دعم في العلف.

بمعنى، أنه لا يمكن، حاليا، أن تطلب من مربي اللحوم البيضاء شيئا.

وماذا عن نفوق الكتاكيت؟

من يريد استيرادها من الخارج، مرحبا. إنها معفاة من الضريبة الجمركية. لكن المشكل المطروح هو أنك لن تستطيع استيرادها، من الأساس. الفلالس قلال وغاليين دابا.

المغرب لا يقع في جزيرة منعزلة. فسعر اللحوم الحمراء، وبالتالي، اللحوم البيضاء، يشهد ارتفاعا في العالم بأسره، بسبب الجفاف. اللحم الأحمر غلى وجر معه حتى الدجاج، ونهار غيطيح الأول غيتبعو الثاني.

كم يبلغ سعر الكتكوت المستورد؟

يترواح سعره ما بين 8 دراهم و12 درهما، في ظل الأزمة الحالية.

وكم كان سعره قبل الأزمة؟

كان سعره 4 دراهم. لكنه لا يمثل الشيء الكثير في كلفة الإنتاج، عكس العلف، الذي يستحوذ على نسبة 80 في المائة منها.

عودة إلى أمهات الكتاكيت، من أين يتم استيرادها؟

يتم استيرادها من شركتين أمريكيتين تمسكان بزمام 90 في المائة من سوق اللحوم البيضاء، عالميا، واسمهما "ROSS" و"COBB".

في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، لم يتبق للمستهلك سوى اللحوم المجمدة، هل ثمنها في المتناول؟

ليس كثيرا. لكن باب الاستيراد مفتوح أمامها، أيضا.

هل يُقبل المغاربة عليها؟

كمغاربة، ليست لدينا ثقافة استهلاك اللحم المجمد. المغربي كيقولك اللهم ناكل القليل طري ولا المجمد، ما باغينوش.

ثم إن هناك إشكالا آخر يتمثل في الجودة. فحينما تشتريها من الأسواق التجارية، يكون الأمر مضمونا، لكن حينما يتم توزيعها، بعد ذلك، على أماكن أخرى، هل هناك ضمان لجودة ظروف تجميدها؟ تقدر نهار مجمدة ونهار لا، هاديك الساعة غنوقعوا فشي مشكل آخر.

سؤال آخر: واش المستهلك المغربي، على ود نص أو ربع كيلو، غيمشي حتى للسوق التجاري باش يشريه؟ لا.

هل كان هذا الارتفاع في أسعار اللحوم البيضاء متوقعا؟

الجفاف خلط كل الأوراق، كاع لي كنا عوالين عليه ما طراش.

لكن حينما بدأ سعر اللحوم الحمراء يرتفع، أدركنا أن سعر البيضاء سيرتفع، بالموازاة مع ذلك.

ما دور الحكومة في كل ما يحدث؟

بصراحة، الحكومة قامت بدورها، حينما أعفت استيراد الكتاكيت وجميع المواد الأولية من الضريبة الجمركية. كما أنها أدرجت قطاع الدواجن ضمن القطاع الفلاحي، بعد أن كنا مصنفين كبائعين بالجملة فقط. وبالتالي، بتنا معفيين من الضرائب، حالنا حال الفلاحين.

ما الحل في نظرك، إذن، لأزمة الدجاج؟

هو طيح الشتا.. الله يرحمنا بيها.