كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، خلال جلسة بمجلس النواب يوم الاثنين الماضي، أن مؤشرات تأثير مؤسسات الريادة على تحسين جودة التعليم تضع المغرب في مقدمة الدول على المستوى العالمي، مشيراً إلى أن هذا المشروع يمثل خطوة هامة نحو إصلاح النظام التعليمي في البلاد.
وفي هذا السياق، أكد عبد اللطيف مجاهد، عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، في تصريح لموقع "تيلكيل عربي" اليوم الاثنين، أن مدارس الريادة تعتمد على بيداغوجيا تدريس مبتكرة، التي تم تطبيقها لأول مرة في الهند، والتي أصبحت الآن جزءاً من المنهج الدراسي في مدارس المغرب للسنة الثانية على التوالي.
ولفت إلى أن هذه المنهجية ترتكز على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: أولاً، إتقان مواد الرياضيات واللغة الفرنسية والعربية، وذلك بهدف تمكين المتعلمين والمتعلمات من اكتساب مهارات وكفاءات في هذه المجالات الأساسية.
وقال مجاهد إن البداية كانت السنة الماضية، واليوم تم زيادة النسبة في التعليم الابتدائي وانتقلوا إلى التعليم الإعدادي. وأشار إلى أن التنزيل البيداغوجي يشمل تأهيل المؤسسات التعليمية سواء على مستوى البنايات أو من خلال تزويدها بالحواسب وأجهزة 'Data Show'، إضافة إلى توفير المكتبات للأساتذة وكتب المدرس. ورغم هذه الجهود، فإن هناك تأخراً كبيراً في توصل التلاميذ والتلميذات بالمقررات الدراسية.
وأضاف مجاهد، أن أغلب عمليات التدريس تتم باستخدام برنامج "باوربوينت"، حيث يعاني الأساتذة من تأخر وصول الدروس إليهم، مما يضطرهم إلى تحضيرها في وقت متأخر. كما أشار إلى أن المقررات الدراسية غير مكتملة، حيث يتم توزيعها بشكل غير متساوٍ بين التلاميذ، بحيث يحصل البعض عليها بينما يفتقر إليها آخرون.
وأوضح أن هذا الأمر يعود إلى صعوبة إيصال المقررات الدراسية إلى أكثر من 80 مديرية إقليمية بالمغرب، حيث تتم عملية توزيع المقررات عبر المركز.
وأورد أنه حتى وإن وصلت المقررات الدراسية، فإنها تصل غير مكتملة، مما يضطر الأساتذة إلى تدريس مجموعة من الدروس قبل أن تصل المقررات. وللتغلب على هذه المشكلة، يتم اللجوء إلى طريقة أخرى وهي النسخ، حيث يقومون بنسخ المقررات وإرسالها إلى المدارس الابتدائية. ومع ذلك، هناك مشاكل كبيرة في النسخ، مثل رداءتها الشديدة، حيث تفتقر إلى الألوان، وتحتوي أحياناً على صفحات بيضاء، وأحياناً تكون غير مرتبة. هذه مجموعة من الملاحظات التي تم تلقيها من عدد من الأساتذة الممارسين في الأقسام التعليمية.
ونوه المصدر ذاته إلى أنه من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر اكتمال توزيع المقررات الدراسية هو أن الصفقة تتم بشكل مركزي في الدار البيضاء والرباط، مما يؤثر بشكل كبير على سير العملية التعليمية والتعلمية. فعدم توفر المقررات الدراسية في الوقت المناسب للأستاذة والتلاميذ يعيق التلقي الفعّال ويؤثر على الأدوات الديداكتيكية اللازمة لممارسة العملية التعليمية، وخاصة في المستويين الرابع والسادس من التعليم الابتدائي.
وأشار إلى أن هذه الأعطاب التي نراها بشكل يومي في تنزيل مشروع مدرسة الريادة ترجع إلى عدة أسباب رئيسية. أولاً، تأهيل المؤسسات التعليمية الذي يعتبر من الأولويات. ثانياً، التأخر في توصل الأساتذة والأستاذات بالحواسب وأجهزة "Data Show". ثالثاً، التأخر في توفير الأدوات المكتبية اللازمة.
واختتم حديثه قائلاً: إن الدروس التي يقوم الأساتذة بتقديمها في اليوم التالي يتوصلون بها ما بين الساعة العاشرة والحادية عشرة ليلاً. كما أكد على وجود مشكلة كبيرة في تعميم المقررات الدراسية، حيث يعاني النظام من خصاص كبير نتيجة تركيز الصفقة في بعض الأماكن.