حمضي لـ"تيلكيل عربي": نقص الموارد البشرية يساهم في عودة مرض بوحمرون وتفاقم المشكلة الصحية

خديجة قدوري

وجهت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، يوم الثلاثاء 21 من الشهر الجاري، سؤالاً كتابياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، انتقدت من خلاله ما وصفته بتقصير الحكومة في الاهتمام بصحة المواطنين.

 وأعربت التامني عن قلقها إزاء وفاة العشرات بسبب مرض بوحمرون، بالإضافة إلى تجاهل مطالب العاملين في القطاع الصحي.

في هذا السياق، صرح الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، لموقع "تيلكيل عربي" يوم الخميس 23 من الشهر الجاري، بأن تقديم رعاية صحية كافية للمواطنين لا يعتمد على حلول سحرية، بل على حلول علمية.

وأوضح أن العنصر الأساسي لتحقيق ذلك هو توفير العدد الكافي من الموارد البشرية، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أنه "لا صحة بدون موارد بشرية".

 وأضاف أن الاكتفاء بتأمين العدد المطلوب ليس كافياً، بل يجب أن تتوفر جودة في التكوين، ودخل مناسب، وظروف عمل ملائمة لضمان فعالية العنصر البشري في النظام الصحي.

ونوه حمضي، إلى أن المسألة الثانية تتمثل في وجود نقص كبير جدًا في الآليات والتجهيزات بالمستشفيات، مشيرًا إلى أهمية الحكامة في تحديد الأولويات بين الاهتمام بالوقاية أو التركيز على المستشفيات. وأكد أنه رغم أهمية دعم المستشفيات والعلاج، يجب ألا نغفل أن الوقاية تأتي في المقام الأول، حيث تتميز بتكاليفها المالية المنخفضة ونتائجها الفعالة، لا سيما من خلال توفير التلقيح وضمان التغطية الصحية الشاملة.

وأفاد أن وزير الصحة السابق كان قد قال في البرلمان إن 80 بالمائة من تجهيزات المستشفيات العمومية لا تُستعمل، إما لأنها لا تعمل أو لأنها جديدة ولا يوجد من يستعملها.

ولفت إلى أن السؤال الحقيقي هو مدى تأثير النقص في الموارد البشرية على انتشار أمراض مثل بوحمرون أو غيرها، إذ إن انتشار بوحمرون لا يشكل ضغطًا كبيرًا على المنظومة الصحية، ولكنه يمثل مشكلة كبيرة للصحة العامة. فهذا المرض الذي كنا قريبين من القضاء عليه، إذ لم يكن يُسجل سوى خمس أو ست حالات سنويًا، عاد للظهور بهذه الطريقة مصحوبًا بحالات وفيات.

ضاف أن الجانب الأهم يتمثل في تأثير نقص الموارد البشرية على انتشار الأمراض مثل بوحمرون، حيث يجب توفير الرعاية الصحية وإعطاء التلقيحات للأطفال في وقتها المناسب. وأكد على ضرورة متابعة المستشفيات للأطفال الذين تلقوا التلقيحات وأولئك الذين لم يتلقوها، والقيام بزيارات ميدانية لتذكير الوالدين بأهمية هذه التلقيحات. وهذا يستلزم وجود أطر بشرية موجهة خصيصًا لهذا الغرض.