الريسوني يكشف موقفه من الجدل حول الإرث والتعصيب

أحمد الريسوني
تيل كيل عربي

على إثر الجدل القائم حول قانون التعصيب المعمول به في الإرث، وذلك بعد توقيع عشرات الشخصيات السياسية والفاعلة في المجتمع المدني والثقافي، على عريضة تطالب بإلغاء التعصيب باعتباره مجحفا لحق المرأة في الميراث، وباعتباره تقسيما غير عادل بين الرجل والمرأة، أدلى الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني، برأيه في الموضوع.

سجل أحمد الريسوني، موافقته على ما جاء في مضمون عريضة ضد إلغاء التعصيب، لكنه امتنع عن التوقيع عليها لعدة أسباب بسطها في موقعه الرسمي. وكتب الريسوني قائلا: "وصلتني عريضة لأجل التوقيع عليها، تتضمن الدعوة إلى احترام أحكام الشرع وعدمِ المساس بها، وتحثُّ المسؤولين بالمغرب على عدم الاستجابة لعريضة أخرى يسعى أصحابها إلى إلغاء الإرث بالتعصيب".

وأضاف الفقيه المقاصدي: "رغم أني متفق تماما مع مضمون العريضة التي وصلتني، ولا يسع أيَّ مسلم إلا أن يكون متفقا معها، فإني اخترت عدم التوقيع عليها".

الريسوني اختار أن يوضح امتناعه عن عدم التوقيع على العريضة، "لأن العريضة الأخرى المطالبة بإلغاء الإرث بالتعصيب، إنما تطالب بإسقاط ما فرضه الله وأكده بأبلغ العبارات والتنبيهات؛ من ذلك أنه تعالى بعد ذكر أحكام الإرث قال: 'فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)، تماما كما قال سبحانه عن الزكاة (فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)"، وفق تبريره، الذي عززه بحديث نبوي جاء فيه (ألحِقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأَوْلى رجل ذكر)".

اقرأ أيضاً: ثورة في الإرث بالمغرب.. لمرابط وأزيد من 100 شخصية تطالب بإلغاء التعصيب

العالم المغربي، اعتبر أن علم المواريث يطلق عليه اسم "علم الفرائض"، واستنكر بالقول : "هل الفرائض تُلغى أو تُغَير بالعرائض؟"

ومن بين الأسباب التي منعت الريسوني من التوقيع على العريضة، بحسب قوله، أن "كل المسائل التي تحتاج عادة إلى العلم والعلماء، وتحتاج إلى المختصين والخبراء، وتحتاج إلى البحث العملي والاجتهاد الموضوعي، يكون من العبث والانحطاط والغوغائية إقحامها في منطق العرائض الشعبية والشعارات التحزُّبية والضغوط "النضالية".

وثالث الأسباب التي برر بها الريسوني قوله؛ أن "وجود عريضة بتوقيع مائة شخص (100)، من أصل 35 مليون مغربي، هي عبارة عن لا شيء، ولك أن تقول: هي عبارة عن مائة لا شيء. وحتى لو قيل: إنهم مائة من "المثقفين"، فالمثقفون في المغرب يزيدون عن عشرة ملايين".

اقرأ أيضاً: "استقالة" أو "إقالة" لمرابط .. "تيل كيل عربي" يكشف أسباب مغادرتها الرابطة المحمدية

وتحدى العالم الموقعين على العريضة، قائلا :"أستطيع أن أجمع مئات التوقيعات في ساعة واحدة، ومن أشخاص مثقفين أكثرَ وزنا في المجتمع وأصدقَ تعبيرا عن إرادتهم".

ويضيف الريسوني موضحا، أن "إعداد عريضة مضادة، حتى لو كان فيها مليون توقيع، قد يُؤوَّل على أن المليون موقِّع على العريضة هم فقط المتفقون معها والمطالبون بالتمسك بأحكام الشريعة". بينما الحقيقة، بحسب قوله، هي أن "الشعب كله، سوى بعض الخوارج الجدد، يقف في صف الشريعة، ويؤمن بالقرآن والسنة وبكل ما فيهما".