بعد أكثر من ثلاث سنوات، انتهت بهدوء قضية الناشط الإيغوري إدريس حسن، الذي يحمل الجنسية الصينية، عقب إفراج المغرب عنه مؤخرا، ووصل حسن، البالغ من العمر 34 سنة، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 15 فبراير 2025.
وكانت قضيته قد أثارت اهتماما واسعا لدى منظمات حقوق الإنسان، إذ سبق أن طالبت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، في رسالة رسمية إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، يوم الخميس 23 دجنبر 2021 بعدم تسليمه إلى السلطات الصينية، وذلك التزاما باتفاقية مناهضة التعذيب التي صادق عليها المغرب.
وفي بداية عام 2022، أشارت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى أن "المواطن الصيني بباديرسي ايشان، من أقلية الإيغور المسلمة ،الذي اعتقل بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء يوم 19 يوليوز 2021، والذي أصدرت محكمة النقض المغربية قرارا يقضي بقبول تسليمه إلى جمهورية الصين الشعبية".
وذكرت أن "منظمة الانتربول ( التي كانت قد وضعت المواطن الصيني ضمن النشرة الحمراء لها منذ 19 فبراير 2017؛ والتي بناء عليها تم توقيف المواطن الصيني بالمغرب)، قد تبين لها بعد توصلها بمعطيات جديدة، حول هذا الملف أن وضعه ضمن النشرة الحمراء للمنظمة، يتعارض مع قانونها الأساسي".
وتابعت: "بالتالي فقد تم حذفه من النشرة، وقامت هذه الأخيرة بتاريخ 11 غشت 2021 باشعار السلطات المغربية المختصة والتي عممت الأمر على كل الجهات المتابعة والمعنية بالموضوع، وخصوصا منها رئيس النيابة العامة، والمحامي العام الأول لدى محكمة النقض، ورئيس ومستشاري الغرفة الجنائية بمحكمة النقض".
راج حينها حديث عن تدخل السلطات الصينية للضغط على المغرب من أجل إتمام مسطرة تسليم إدريس آيشان، هذا الأمر نفته مصادر دبلوماسية رفيعة، وقدمت في حديثها لـ"تيلكيل عربي" مجموعة من التوضيحات.
وقالت المصادر الدبلوماسية الموثوقة، للموقع، إن "السلطات الصينية لم تتدخل بشكل مطلق في الملف، ولم تتصل بأي مسؤول في الدولة المغربية قصد الضغط لاتمام مسطرة تسليم إدريس آيشان".
وتابعت: "علمت الدولة الصينية عبر سفارتها بالمغرب، خبر توقيف إدريس آيشان بعدما تم ذلك بمطار محمد الخامس، ولم تتواصل مع السلطات المغربية بهذا الشأن من قبل، كما لم تتدخل طيلة مسار الملف".
وشددت مصادر "تيلكيل عربي" على أن "السلطات الصينية تحترم سيادة المغرب. المملكة حليف للصين على مجموعة من المستويات، وعلى هذا الأساس اعتبرت أن قضية إدريس آيشان ملف قضائي وليس سياسي، وتم احترام استقلالية السلطة القضائية في المغرب، وكيف ما كان قرار الأخير بخصوص اتمام مسطرة التسليم، سوف تبقى نظرة الصين للملف من زاوية قضائية".
في سياق متصل، عبّرت ماري لولور، المُقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بوضع المدافعين عن حقوق الإنسان، نهاية الأسبوع المنصرم، عن "امتنانها للمغرب لأنه لم يسلم الناشط الإيغوري إدريس آيشان إلى الصين".
وحول عدم خروج الصين عبر سفارتها في المغرب أو مسؤوليها في الخارجية، لتوضيح موقفها رسميا من الملف، جدد مصدر "تيلكيل عربي" التأكيد على أن "أي خروج رسمي كان سيعتبر ضغطاً على السلطة قضائية كما تم الإشارة له سابقاً، بالنسبة للصين القضاء المغربي قال كلمته وفق ما توفر له من معطيات".
تفاصيل سابقة:
مجلس بوعياش يدخل على خط تسليم الإيغوري إيشان للصين
مقررة أممية: المغرب لم يُسلم الإيغوري إيشان للصين
هل ضغطت الصين على المغرب لتسليم الناشط الإيغوري إدريس حسن؟
الحكومة تُعلق على ملف تسليم الإيغوري إيشان للصين
مناشدات لأخنوش بعدم تسليم الإيغوري آيشان للصين: "الأنتربول" أسقطت اسمه من لائحة المطلوبين
جمعية حقوقية تنادي بالإفراج الفوري عن الناشط الإيغوري بباديرسي ايشان