"أسود الخلافة".. الخبرة التقنية تكشف خطورة الأسلحة المكتشفة قرب الحدود الجزائرية

محمد فرنان

كشف حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، خلال حديثه عن خلية "أسود الخلافة"، أن "التحريات التقنية الأولية المنجزة مكنت من العثور لدى بعض أفراد هذه الخلية، المكلفين بعملية التنسيق، على إحداثيات وعناوين خاصة بنظام تحديد المواقع (GPS) تخص مخبأ للأسلحة والذخيرة الموجهة لأعضاء هذه الخلية من أجل تنفيذ مخططاتها الإرهابية، تم إعداده بإقليم الراشيدية، وتحديدا بالضفة الشرقية لـ"واد كير" بـ"تل مزيل" التابع لجماعة وقيادة واد النعام بمنطقة بودنيب على الحدود الشرقية للمملكة".

وأضاف، في ندوة صحفية حول الخلية الإرهابية، بسلا، أنه "بعد الانتقال إلى المكان الذي حدده نظام التموقع الجغرافي، تبين أن هذا المخبأ يوجد عند سفح وعر المسالك، استلزم انتداب المعدات اللازمة وتسخير بروتوكول الأمن والسلامة الخاص بالتهديدات الإرهابية، وكذا الاستعانة بدوريات الكلاب المتخصصة في الكشف عن المتفجرات وأجهزة كشف المعادن ورصد وتحديد طبيعة المواد المشبوهة، وروبوتات لرصد الأجسام الناسفة، وجهاز المسح بالأشعة السينية".

وأورد أن "عمليات المسح الطوبوغرافي والتمشيط والتفتيش، مكنت بعد أزيد من ثلاث ساعات، من العثور على شحنة من الأسلحة والذخيرة مدفونة في مكان منزو أسفل المرتفع الصخري".

وأفاد أنه "كما تابعتم في البلاغات الأمنية المنشورة، فإن هذه الترسانة تتكون من سلاحي كلاشينكوف مع خزانين للرصاص، وبندقيتين ناريتين، وعشر مسدسات نارية فردية من مختلف الأنواع، وكمية كبيرة من الذخيرة الحية من مختلف الأعيرة، كانت ملفوفة في أكياس بلاستيكية وجرائد ومنشورات ورقية بدولة مالي، من بينها أسبوعيات صادرة بتاريخ 15 و 27/01/2025".

وكشف أن "الخبرة الباليستيكية التي باشرها خبراء الأسلحة التابعين لمعهد العلوم والأدلة الجنائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، أظهرت بأن هذه الأسلحة في وضعية اشتغال جيدة، وأنها خضعت لمحو عمدي لأرقامها التسلسلية بغرض طمس مصدرها، كما تم قطع ماسورة بعضها لتسهيل عملية إخفائها وحملها".

ولفت إلى أنه "وفق المعلومات المتوصل إليها، إلى حدود اليوم، فإن القيادي في"ولاية داعش بالساحل" المدعو "عبد الرحمان الصحراوي الليبي"، الذي كان على اتصال بشبكات التهريب، هو من وفر هذه الترسانة لأفراد الخلية الإرهابية، وبفضل يقظة المصالح الأمنية، وبتوفيق وتسديد من الله، فقد تم الوصول إلى هذه الأسلحة ومنع حدوث كارثة لو تمكن أعضاء الخلية من وضع اليد عليها".

وأشار إلى أنه "لعل اكتشاف مخبأ الأسلحة بمنطقة الراشيدية، يعيد إلى الأذهان خلية أمغالا المرتبطة بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والتي تم تفكيكها في يناير 2011. هذه الخلية كانت بدورها تتوفر على مخبأ للأسلحة الحربية على بعد مائتين وعشرين كيلومتر من العيون، هذا المخبأ لا يمكن الوصول إليه إلا عبر النظام الإلكتروني لتحديد المواقع، الذي تم تسليمه وقتها لشخص واحد وفق الأسلوب الذي اعتمدته الخلية الإرهابية الأخيرة، وهو ما يعد قاسما مشتركا بين الخليتين، فضلا عن طريقة إدارتهما عن بعد انطلاقا من منطقة الساحل، وللتذكير فإن خلية أمغالا كانت تدار انطلاقا من مالي، من طرف القيادي المغربي السابق في صفوف "القاعدة بالمغرب الإسلامي" نور الدين اليوبي (لقي حتفه)".

وفي السياق ذاته، أوضح والي الأمن عبد الرحمان اليوسفي العلوي، رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر، أن "القسم الثاني، يضم الأختام القضائية التي توصل بها المعهد بتاريخ 2025.02.22، وعددها 14، وتضم مجموعة من الأسلحة النارية والذخيرة، سلاحين ناريين من نوع Kalashnikov، وبندقيتي صيد؛ وعشر مسدسات نارية؛ و73 خرطوشة من عيارات مختلفة.

وأبرز أن "الخبرة التقنية الأولية، التي تم القيام بها على هذه الأسلحة النارية والذخيرة خلصت إلى أن الأسلحة النارية موضوع الخبرة مختلفة من حيث نوعها، واستعمالها، وكذلك من حيث خطورتها، فمنها ما هو خاص بالاستعمال الحربي، وأخرى خاصة بالاستعمال الأمني والعسكري، وبعضها خاص بالصيد".

1 - بندقيتان هجوميتان من نوع Kalashnikov–AK45، عيار 39 X 7.62، يشتغلان بنظامين آلي ونصف آلي (Automatique et semi-automatique)، ويصل مداهما إلى 440 مترPortée، وبإيقاع يعادل 600 طلقة في الدقيقة. هذا النوع من الأسلحة خاص أساسا بالاستعمال الحربي.

2- ثلاث مسدسات نارية نصف آلية، من عيار 7.65 ملم Parabellum، من نوع Beretta.

3- مسدسين ناريين نصف آليين، من عيار 9 ملمParabellum، ومن نوع Beretta.

4- مسدس ناري نصف آلي، من عيار 9 ملم Luger.

5- مسدس ناري نصف آلي، من عيار 7.65 ملم ، من نوع Star.

6- مسدس ناري نصف آلي، من عيار 7.65 ملم ، من نوع Tariq.

7- مسدس ناري نصف آلي، من عيار LR 22.

8- سلاح ناري ذو رحى Revolver، من عيار 11 ملم، نموذج NewArmy.

9- بندقية صيد من عيار 12، بماسورتين متحاذيتين عموديا. تم قطعها على مستوى الأخمص والماسورتين (Au niveau de la crosse et des deux canons superposés)، وذلك لتسهيل عملية إخفاءها وحملها.

10- بندقية صيد عيار 9 ملم Flaubert، تم كذلك قطعها على مستوى الأخمص والماسورة كذلك لنفس الغاية أي لتسهيل إخفاءها وحملها،
11- 25 خرطوشة من عيار 9 ملم Parabellum، متطابقة مع المسدسات السالفة الذكر من نوع Beretta، من نفس العيار.

11- 23 خرطوشة من عيار 7.65 ملم Browning، متطابقة مع المسدسين من نوع Star وTariq، السالفي الذكر.

12- 25 خرطوشة من عيار 12، متطابقة مع بندقية الصيد عيار 12 السالفة الذكر.

ونبه إلى أن الخبرة كذلك استنتجت أن كل هذه الأسلحة النارية في حالة اشتغال جيدة وذات استعمالات متعددة وخطيرة.

وأشار إلى أنه "تم محو الوسم الخاص بكل هذه الأسلحة النارية ( Le marquage)، بنية إجرامية وبهدف إخفاء المعلومات المتعلقة بها، خصوصا أرقامها التسلسلية، وتاريخ وبلد صنعها واسم الشركة المصنعة، وذلك حتى يصعب على المصالح الأمنية تحديد أصلها وتسلسل حيازتها، على المستوى الدولي. كذلك، ولنفس الغاية، قفد تمت إعادة صباغة كل هذه الأسلحة النارية".

وذكر أن "الخبرة التقنية على هذه الأسلحة النارية مازالت مستمرة، خصوصا الشق المتعلق باستظهار الوسم الخاص بكل منها، من أجل تنقيطها على مستوى قواعد البيانات الخاصة بالأنتربول، لمحاولة تحديد تسلسل حيازتها، ومعرفة سوابقها الإجرامية المحتملة على المستوى الدولي".