دعا مصطفى أوسرار، أستاذ علم النفس التربوي بكلية علوم التربية بالرباط، إلى توفير خدمات الصحة النفسية للشباب، مؤكدا أن توفير هذه الخدمات سيساهم في تقليص نسب الانتحار واستهلاك المخدرات.
وأضاف، خلال مداخلته العلمية في ندوة حول "واقع الصحة النفسية للشباب بالمغرب ومقاربات تعزيزها"، اليوم الثلاثاء، بكلية علوم التربية بالرباط، أن "هناك مسببات ومتغيرات تؤدي إلى هذه الظواهر، لكن النواة المركزية لهذه الظواهر الاجتماعية ترتبط بالجانب النفسي".
وأوضح أن "المدخل الأساسي لتجاوز هذه الصعوبات يكمن في توفير خدمات الصحة النفسية، ليس فقط في مرحلة الشباب، بل منذ المراحل المبكرة للطفولة، من خلال توفير أخصائيين في علم النفس المدرسي بالمؤسسات الابتدائية".
وتابع: "مما يساعد على تغيير التمثلات السائدة التي ترى أن الأخصائي النفسي لا يُقصد إلاّ من طرف الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية".
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن "مثل هذه السياسات التربوية يمكن أن تسهم في تغيير العديد من التصورات التي يحملها الشباب والمواطنون عموما حول دور الأخصائي النفسي".
وشدد على أن "دوره لا تقتصر على معالجة الاضطرابات النفسية، بل تشمل أيضا تقديم حلول تساعد في تجاوز مختلف الصعوبات التي قد لا تكون بالضرورة ذات طابع نفسي".
واقترح أوسرار "إدراج برامج تعليمية داخل المؤسسات التعليمية تُعنى بالتربية على الصحة النفسية"، مبرزا أن "كلية علوم التربية مستعدة للانخراط في هذا الجهد، حيث قامت بإعداد مجموعة من الدلائل لفائدة المؤسسات التربوية".
وأبرز أنه "يمكننا كأساتذة باحثين في علم النفس أن نساهم في إعداد برامج للتربية على الصحة النفسية، إذ توجد عدة مداخل لهذا المجال"، واعتبر أن "المدخل الذي اختاره هذا اللقاء، القائم على التثقيف والمقاربة التشاركية، هو المدخل الحقيقي لتحقيق نتائج إيجابية، من خلال إشراك جميع الفاعلين".
وأكد أن "هذا الموضوع لا يقتصر على وزارة الصحة فقط، بل يشمل مختلف الفرقاء الاجتماعيين والهيئات التي يمكن أن تساهم في تقديم حلول للتحديات المرتبطة بالصحة النفسية للشباب".
للإشارة، أطلق المنتدى المتوسطي للشباب بالمغرب (FOMEJE)، بشراكة مع كلية علوم التربية – جامعة محمد الخامس بالرباط، قبل بداية الندوة العلمية مشروع "التثقيف الوجداني والمقاربات التشاركية لدعم الصحة النفسية للشباب".