والي جهة الشرق: الانتقال من التشجيع الهاوي إلى الهويّاتي ضرورة لمحاربة التعصب

محمد فرنان

قال الخطيب لهبيل، والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد، إن "الرياضة أصبحت في عصرنا الحالي أحد أعمدة التنمية البشرية والاجتماعية، فهي ليست مجرد هواية أو ترف، بل هي وسيلة لترسيخ القيم، وبناء شخصية المواطن، وتحقيق الاندماج المجتمعي، فضلا عن دورها في تمثيل الوطن في المحافل الدولية".

وأضاف، في افتتاح المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي، التي نظمتها وزارة الداخلية، اليوم الخميس، بوجدة، أن المغرب، لم يكن بمنأى عن هذا التوجه، بل سعى جاهدا لتطوير منظومته الرياضية، من خلال بناء منشآت عصرية، وتأسيس أكاديميات للتكوين، ورعاية المواهب الشابة".

وأوضح أن "الجهوية المتقدمة تعد خيارا استراتيجيا لبناء نموذج تنموي عادل ومندمج، يعزز العدالة المجالية ويقرب مراكز القرار من المواطن، وفق مقاربة تعتمد على التشاركية، والنجاعة، والإنصاف الترابي".

وأبرز أن "جهة الشرق تجسد نموذجا حيا لهذه الرؤية المتبصرة، بفضل الدينامية التي أطلقها الخطاب الملكي التاريخي ليوم 18 مارس 2003، والذي أرسى الأسس الأولى لمسار تنموي طموح مكن الجهة من تحقيق تحولات عميقة وملموسة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمجالية".

وأشار إلى أنه "سيكون لزاما علينا العمل على النهوض أكثر بمستوى التشجيع الرياضي وتأطيره ودعمه وتوجيهه على كافة المستويات، بدءا من تشجيع الفرق والأندية، والانتقال به من مستوى "التشجيع الهاوي" إلى مستوى "التشجيع الهويتي" بهدف الحد من الظواهر السلبية كالتعصب المؤدي إلى الشغب والعنف، وترسيخ ثقافة الشغف والفرجة والاحتفالية المنوطة بروح المسؤولية والالتزام بالقواعد الأخلاقية والقانونية المؤطرة، وتقوية الروابط بين الجماهير الرياضية والأندية والسلطات العمومية وكل الفاعلين".

وأورد أن "مدينة وجدة الألفية، عرفت تعزيز العرض الرياضي من خلال تأهيل المركب الشرفي لكرة القدم وفق المعايير الدولية المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، والذي حظي بشرف احتضان مجموعة من مباريات الإقصائيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، كما عرفت المدينة تأهيل ملعب الريكبي وإنجاز قاعات مغطاة متعددة الرياضات، وقاعات مغطاة للسباحة، إضافة إلى توسيع شبكة ملاعب القرب بالأحياء وعلى مستوى الحدائق العمومية كحديقة للاعائشة التي تحتوي على منشآت متنوعة مثل نادي التنس، حلبة الفروسية، مسبحين، ومسرح للهواء الطلق، مما يجعلها وجهة مثالية للرياضة والاستجمام، هذا فضلا عن الفضاءات الرياضية التي تم إحداثها بالمنتزه الايكولوجي بشمال المدينة وغابة سيدي معافة ومنتزه التنشيط ومدينة الرياضات بحي كولوش".

وذكر أنه "كما ستشهد المدينة قريبا أشغال توسعة وتحديث الملعب الشرفي السالف الذكر بطاقة استيعابية لـ40 ألف متفرج، بالإضافة إلى إحداث الأكاديمية الجهوية لكرة القدم وبناء مركبات رياضية على مستوى المؤسسات التعليمية".