نواكشوط - أحمد مدياني
نظمت الرئاسة الموريتانية، مساء يوم أمس الاثنين، بالعاصمة نواكشوط، حفل عشاء وندوة، دعما لمرشح موريتانيا لرئاسة البنك الإفريقي للتنمية، سيدي ولد التاه.
وفي هذا الصدد، قال ولد التاه، في تصريح خص به "تيلكيل عربي" الذي كان حاضرا لتغطية الحدث بدعوة من الرئاسة الموريتانية: "هذا الترشح ليس ترشح شخص، بل ترشح وطموح بلد".
وبخصوص الرؤية التي يحملها لتطوير البنك الإفريقي للتنمية، أوضح ولد التاه أنها ترتكز على أربعة محاور أساسية؛ الأول يتعلق بسيادة معتبرة للمواد المالية المخصصة لتمويل التنمية في إفريقيا، والمحور الثاني بإعادة هيكلة المنظومة المالية الإفريقية، وخصوصا دور المؤسسات المالية الإفريقية وتداخل أدوار هذه المؤسسات وتعزيز الشراكة فيما بينها".
أما المحور الثالث، حسب المتحدث نفسه، "فيتعلق بتحويل الطاقات البشرية الإفريقية إلى أداة للتنمية من أجل نمو وازدهار القارة الإفريقية. بينما يتعلق المحور الرابع بالبنية التحتية وزيادة القيمة المضافة للمنتجات الإفريقية، حتى لا نظل نصدر مواد أولية بدون إضافة قيمة لها وبدون خلق فرص شغل. وبالتالي، يتعلق الأمر بتحويل إفريقيا إلى مصنع كبير وتعزيز البنى التحتية اللازمة لذلك. وسوف يكون المناخ والتكنولوجيا، وخصوصا الذكاء الاصطناعي، محورا أساسيا يتداخل مع كل المحاور التي ذكرتها".
وفي جلسة عمل مع الصحافة الإفريقية تم تنظيمها، صباح اليوم الثلاثاء، قال المرشح الموريتاني، في تصريح آخر لـ"تيلكيل عربي"، ردا منه على سؤال حول الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة، خصوصا في ما يتعلق بتقليص التمويل أو إلغاء بعض التمويلات المخصصة لإفريقيا: "قد يكون الأثر على المدى القصير مؤلما بالنسبة للدول، وخصوصا في مجالي الأمن الغذائي والأنشطة الإنسانية، وكذلك في مجال الصحة. لكن على المدى المتوسط والطويل، قد يكون إيجابيا بالنسبة لإفريقيا".
وأضاف: "إذا تعلق الأمر بتغيير في نوع العلاقة التي تربط إفريقيا بشركائها في التنمية، فيجب على القارة أن تنظر إلى الآخر بالندية. وبالتالي، تطوير علاقات مبنية على المصالح المتبادلة يعطيها فرصة لإرساء نوع جديد من العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل وعلى المصالح المتبادلة، بدلا من أن تكون تستفيد من منح وهبات. إفريقيا ستستفيد من استثمارات مباشرة، وأعتقد أن هذه الاستثمارات هي التي دفعت بعجلة التنمية في آسيا".
وبخصوص الوصفة التي اعتمدها، خلال مهمته الأخيرة المتمثلة في رئاسة البنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا؛ حيث أظهرت كل التقارير أنه استطاع تحسين تصنيفه الائتماني أيضا شراكاته الاستراتيجية، وما إذا كان يمكن اعتمادها في البنك الإفريقي للتنمية، قال ولد التاه: "سأحرص على استبقاء العناصر الجيدة من الطاقم الحالي لإدارة البنك، واستقطاب عناصر متميزة أخرى من مختلف الدول الإفريقية. أما ثاني نقطة، فتخص ثقة المساهمين. بينما تتمثل النقطة الثالثة في طبيعة الشراكة مع كل الجهات، سواء الدول المستفيدة، أو القطاع الخاص. فكلما زادت الشراكات، كان الأمر جيدا".
وأضاف أيضا: "أن الشركات ومساهمات الدول والمؤسسات المالية، ساعدت كثيرا في إنجاح مهمة رئاسة البنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، ونفس الأمر يمكن اعتماده وأكثر، خاصة أن الدول الأعضاء بالثاني يفوق ما هو متوفر في الأول. ويمكن الإشارة هنا إلى أننا بلغنا في البنك الغربي مستوى ربح ما بين أربعة إلى خمسة دولارات عن كل دولار نستثمر".
للإشارة، سيتنافس المرشح الموريتاني على كرسي الرئيسة، مع أربعة مرشحين آخرين هم:
*أمادو هوت، من السنغال؛
الدكتور صمويل مونزيل مايمبو، من زامبيا؛
عباس محمد تولي، من تشاد؛
وأخيرا الجنوب إفريقية باجابولي سوازي تشابالالا.
وستنظم انتخابات الرئاسة بحضور 81 دولة عضوا في البنك، من بينها 28 تمثل القارة الإفريقية، يوم 29 ماي الجاري بمدينة أبيدجان الإيفوارية.