نواكشوط - أحمد مدياني
نظمت الرئاسة الموريتانية، مساء يوم أمس الاثنين، بالعاصمة نواكشوط، عشاء عمل، دعما لمرشح موريتانيا لرئاسة البنك الإفريقي للتنمية، سيدي ولد التاه.
وفي كلمة بهذه المناسبة، قال وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني، سيد أحمد ولد أبوه: "هذه الأمسية خاصة؛ لأننا نجتمع الليلة من أجل حدث مهم جدا في تاريخ بلدنا وقارتنا؛ هو تقديم مرشح موريتانيا لمنصب رئيس البنك الإفريقي للتنمية. طبعا، رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال ترأسه لاجتماع لجنة التنسيق لحملة المرشح، توجه بالحديث إلى الحاضرين، قائلا: كان بالإمكان ألا نقدم مرشحا لهذا السباق، وكان الأمر سيكون طبيعيا جدا؛ لأنه منصب واحد لمؤسسة يملكها 81 بلدا. وبالتالي، فالاستثناء هو الترشح والقاعدة هي عدم الترشح".
وتابع ولد ابوه: "نظرا لمعرفتنا بقدرات مرشحنا وحيازته للمؤهلات الضرورية العلمية والكفاءة العالية وخبرته في إشكاليات التنمية في قارتنا الإفريقية، خبرة راكمها سواء خلال السنوات الثمان التي تقلد فيها منصب وزير الاقتصاد في بلده، أو خلال السنوات العشر التي تقلد فيها رئاسة البنك العربي للتنمية الإفريقية. وبالتالي، فانطلاقا من هذه القاعدة وهذا المعطى، كان سيكون الأمر بكل بساطة هو عدم التوفيق في ألا يتم اتخاذ هذا القرار. ولإعطاء الفرصة لبلدنا وقارتنا ولمؤسستنا المالية الأولى البنك الإفريقي للتنمية، قررت موريتانيا أن تدفع بأحد خيرة أبنائها لهذا النزال. اليوم، الدكتور سيدي ولد التاه يخوض باسمنا جميعا غمار هذا النزال ويواجه أربعة مترشحين كل منهم له الكفاءة المشهودة والقدرة على إدارة هذه المؤسسة، ونحترم كل واحد من منافسينا، ولكن لنا الحق في أن نأمل ونسعى بكل جهدنا لإنجاح مرشحنا".
وسجل المتحدث نفسه أن "رئيس الجمهورية تولى بنفسه تأطير هذا الملف والإشراف المباشر عليه، تواصلا مع القادة، سواء بالهاتف أو عبر موفدين خاصين. قمت شخصيا رفقة المرشح سيدي ولد التاه بزيارة أكثر من عاصمة إفريقية وعالمية، وكنا شهودا على السمعة الكبيرة جدا التي تحظى بها موريتانيا لدى دوائر صناع القرار، وعلى المكانة المتميزة التي يتمتع بها مرشحنا من خلال عمله كما ذكرت سابقا، لمدة عشر سنوات، في معالجة إشكالات التنمية في القارة الإفريقية. إنها شبكة علاقات متنوعة جدا وستؤتي أكلها".
وحول سبب تشبث الموريتانيين بالطموح والأمل في النجاح، أوضح ولد أبوه: "لأننا متأكدون أن مرشحنا سيتجاوز هذا النزال بنجاح وتميز، وستكتب موريتانيا إحدى صفحات تميزها بإعطائها للبنك الإفريقي للتنمية أحد أكثر أبنائها كفاءة وتميزا. الإجابة عن كل هاته الأسئلة تكمن ببساطة في القدرة على التحرك. لقد تحركنا في الوقت الصحيح، باعتماد آليات سليمة، ونواصل التحرك بقراءة متأنية، ولكن قراءة معمقة أيضا للمشهد الذي دخلنا غمار السباق من خلاله. نعرف جميع الارتباطات، وكذلك الشبكات التي تتحرك، ونتحرك ضمنها في شبكة علاقات تنسج بشكل ذكي جدا وبراغماتي، لكن لا نغلق الباب نهائيا أمام أي تحالفات. الهدف الوحيد والأوحد، في يوم 29 ماي 2025؛ هو إعلان اسم ولد الدار رئيسا للبنك الإفريقي للتنمية".
وختم الوزير الموريتاني كلمته: "طبعا، طور مرشحنا مقاربة اعتمدت على أربعة مكونات رئيسية، وقد اختزلت هذه المقاربة تشخيص ما ينبغي فعله لإخراج بلدان قارتنا من حالة سوء التنمية غير المستدامة الموجودة فيها إلى حالة أخرى تتمتع فيها شعوبنا بغد أفضل، والولوج إلى خدمات من مستوى أفضل، وتتمتع فيها بلداننا بالقدرة على صياغة استراتيجية قادرة على الرغم من مستوى تنمية البلدان".
يشار إلى أن المرشح الموريتاني سيتنافس على كرسي الرئيس مع أربعة مرشحين آخرين هم؛ أمادو هوت من السنغال، والدكتور صمويل مونزيل مايمبو من زامبيا، وعباس محمد تولي من تشاد، وباجابولي سوازي تشابالالا من جنوب إفريقيا.
وستنظم انتخابات الرئاسة بحضور 81 دولة عضوا في البنك، من بينها 28 تمثل القارة الإفريقية، يوم 29 ماي الجاري بمدينة أبيدجان الإيفوارية.