استقبل وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، الاثنين الماضي، يعقوب ولد سالم فال، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية وترقية اللامركزية والتنمية المحلية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية المكلف باللامركزية والتنمية المحلية، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة على رأس وفد هام يضم مسؤولين سامين في قطاع الداخلية واللامركزية، تمتد من 4 إلى 8 ماي الجاري.
وفي هذا السياق، قال خالد شيات، الخبير في العلاقات الدولية، إن هذه المباحثات والعلاقات المغربية الموريتانية عموما يجب وضعها في إطارها ورؤيتها الاستراتيجية العامة، فالمغرب يرى في موريتانيا امتدادا طبيعيا لانتمائه الحضاري، وأيضا امتدادا على مستوى المصالح، فجل استراتيجياته توجد في قلبها موريتانيا، سواء بمنطقتها في إفريقيا أو منطقة الساحل أو الواجهة الأطلسية أو غيرها..
وفي ما يتعلق بالرؤية الاستراتيجية المصلحية، أوضح شيات، في تصريح لـ"تيلكيل عربي" اليوم الخميس، أن المغرب يجد في موريتانيا ممرا أساسيا أو محوريا في هذه الاستراتيجيات، لذلك فعلاقته مع موريتانيا في تصوره هي علاقة رابح رابح.
وأضاف شيات أن الربح المشترك والمتبادل لا بد أن يمر بتعزيز التعاون في كل المجالات، وتشبيك هذه المصالح على مستوى الاعتماد المتبادل بين البلدين حتى تكون الغاية المشتركة بين المغرب وموريتانيا استراتيجية في اتجاهين، الاتجاه الصاعد موريتانيا نحو المغرب، والنازل المغرب نحو موريتانيا.
وأبرز أنه عندما نضع هذه الاستراتيجية نضعها في سياق إقليمي غير مستقر بالنسبة لموريتانيا، مع أن هناك توجهات أخرى في المنطقة، ولاسيما الجزائرية، التي ترى في موريتانيا مجالا للتعاون بأشكال مختلفة.
وذكر المتحدث، أن الفرق يتجلى في كون الجزائر ترى في موريتانيا عاملا لفرملة مجهودات المغرب التنموية والاقتصادية والتكاملية، حيث إنها تريد أن تلعب موريتانيا هذا الدور بدلا عنها في هذه الواجهة الأطلسية، إذن، فاستراتيجية الجزائر تخالف استراتيجية المغرب في علاقته مع موريتانيا.
وأضاف أن المغرب يدرك أن ترك المجال مفتوحا للجزائر سيكون له أثر، لذا يقوم بتشبيك التعاون على مستويات متعددة، لاسيما على المستوى الاقتصادي والتجاري، من أجل استقرار الاستراتيجية المغربية ونموها في اتجاهات إيجابية، خاصة أن المغرب يريد من موريتانيا أن تكون شريكا اقتصاديا وتجاريا.
وخلص شيات إلى القول إن التعاون على المستوى العلمي والتقني والرقمي، وفي مستويات أخرى، سيكون له دور في هذا الاتجاه لتعزيز الثقة بين البلدين، وتعزيز التشابك الاقتصادي والتكامل، الآن هناك عالم رقمي، والتحول نحو مجال الذكاء الاصطناعي، لذا لا بد أن تكون هذه الآلية أساسية لتشبيك العلاقات وتثمينها في الاتجاهات القطاعية الأخرى.