قمة DeepTech.. رئيس UM6P: إفريقيا قادرة على "القفز" و"القيادة" في عالم الذكاء الاصطناعي

محمد فرنان

أكد هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، على الأهمية المحورية للذكاء الاصطناعي في دفع عجلة الابتكار في مجال التكنولوجيا العميقة وإعادة صياغة مفهوم التقدم خلال كلمته الافتتاحية للنسخة الثانية من قمة التكنولوجيا العميقة (DeepTech Summit) التي انطلقت اليوم الخميس في رحاب الجامعة ببنجرير.

وفي كلمته التي استهلت فعاليات القمة، أوضح الهبطي، أنه "نجتمع اليوم إيمانا منا بأن المستقبل يجب أن يصاغ بهدف، وأن التكنولوجيا يجب أن تخدم غاية".

وأضاف أن شعار هذا العام، "إعادة تعريف التقدم: كيف يحدث الذكاء الاصطناعي تحولا في الابتكار في التكنولوجيا العميقة"، يركز على الوجهة والأهداف من التطور التكنولوجي بدلا من مجرد السرعة، داعيا إلى تجاوز "الضجيج" المحيط بالتكنولوجيا وطرح أسئلة جوهرية حول الغاية والمستفيدين من هذا التقدم.

واستعرض رئيس جامعة UM6P رؤية القمة منذ انطلاقها في العام الماضي، مؤكدا أنها كانت بمثابة "إعلان عن نية" لإعادة تعريف التقدم ليصبح أكثر شمولية وتأثيرا، مشددا على ضرورة ألا تتخلف دول الجنوب العالمي عن ركب الثورة الصناعية الرابعة، بل أن تكون إفريقيا قادرة على "القفز" و "القيادة".

وأشار الهبطي إلى التزايد الكبير في أعداد المشاركين والبلدان الممثلة والشركات الناشئة الحاضرة هذا العام، معتبرا ذلك تحولا من "زخم" إلى "حركة" حقيقية.

وأوضح أن الجامعة لا تعتبر التكنولوجيا العميقة مجرد "ضجة"، بل "ابتكارا عالي الأهمية" يسعى لتسخير الاختراقات العلمية لمواجهة التحديات الإنسانية الأكثر إلحاحا في مجالات متنوعة كالزراعة المستدامة والصحة والطاقة الخضراء والحوسبة الكمومية.

وسلط الضوء على الدور الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي كممكن أساسي لهذا التحول، مؤكدا أنه "تقنية ذات أغراض عامة تتطلب مسؤولية ذات أغراض عامة".

وشدد على ضرورة ضمان أن تكون حوكمة الذكاء الاصطناعي أخلاقية، وأن يكون الوصول إليه عادلا، وأن يتم توزيع تأثيره عالميا وعلى قدم المساواة.

وفي سياق حديثه عن إفريقيا، أكد الهبطي على "مصلحتها الفريدة" في هذا المستقبل، مشيرا إلى أن "أصغر شريحة سكانية في العالم" التي تشكل 60% تحت سن 25 عاما، تمثل "أعظم أصولها"، واصفا إياهم بـ "جيل من البناة والحالمين والفاعلين، مستعد للانخراط مع العالم على قدم المساواة".

وأوضح أن جامعة UM6P تسعى لبناء البنية التحتية والأنظمة البيئية والمنصات اللازمة لتحويل هذه الإمكانات إلى واقع، وأن القمة تجسد هذا المسعى من خلال توفير "منصة لريادة الأعمال المدعومة بالعلوم".

ومن المقرر أن تشهد فعاليات القمة على مدى يومين مشاركة واسعة في 66 جلسة تغطي 11 مسارا موضوعيا، تستكشف الدور التحويلي للذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا الزراعية والصحية والأمن السيبراني والطاقة والحوسبة الكمومية، وسيتم الاحتفاء بالتميز من خلال "جائزة DTS" التي تكرم الشركات الناشئة المبتكرة في مجالات علوم الحياة والاقتصاد الأخضر والابتكار الإفريقي.

وطالب رئيس جامعة UM6P الباحثين ورجال الأعمال والمستثمرين وصناع السياسات بـ"استخدام هذه المنصة" للتواصل وتحدي الافتراضات وتحويل "الهدف المشترك إلى تقدم جماعي"، معربا عن أمله في أن تصبح الأفكار التي يتم تبادلها خلال القمة "أسس اختراقات الغد".