لم تقتصر نقاشات اليوم الأول من "قمة التكنولوجيا العميقة 2025"، المنعقدة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في مدينة بن جرير، المغرب، يوم الخميس 8 ماي 2025، على الأبعاد التقنية للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، بل تعمقت في جوهر العنصر البشري كحجر الزاوية لتحقيق "قفزات نوعية" طموحة في القارة الأفريقية.
وأجمع المتحدثون على أن مستقبل أفريقيا في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي يرتكز بشكل حاسم على كيفية "تشكيل العقول" الشابة، وتطوير المواهب، وإعادة تصور نظم التعليم لتواكب متطلبات العصر.
في هذا الصدد، قدم STAVROS N. YIANNOUKA، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" (WISE – مؤسسة قطر)، رؤية شاملة حول علاقة التعليم بالذكاء الاصطناعي.
بينما أقر ستافروس ن. ييانوكا بالإمكانات الهائلة التي يوفرها "الذكاء الاصطناعي لخدمة التعليم" الحالي في أفريقيا – مثل تخصيص تجارب التعلم، وتوسيع نطاق الوصول للمعرفة عبر معلمين افتراضيين، وتقديم أدوات دعم مبتكرة للمعلمين – أكد أن التحدي الأكبر والفرصة الأثمن تكمن في الانتقال إلى "التعليم من أجل الذكاء الاصطناعي".
ويعني ذلك، حسب ستافروس ن. ييانوكا، "إعداد الأجيال الناشئة ليس فقط لاستخدام هذه التقنية، بل لفهمها بعمق، والتفاعل معها بوعي نقدي ومسؤولية أخلاقية، وتوجيهها لخدمة الصالح العام.
مستلهما المفهوم الإغريقي القديم "مورفوسيس" (Morphosis) الذي يعني "التشكيل" أو "التكوين"، شدد ستافروس ن. ييانوكاعلى أن جوهر التعليم يظل هو "تشكيل الإنسان" في كليته، وتنمية قدراته على التفكير النقدي المستقل، والإبداع، والمرونة المعرفية، وحل المشكلات المعقدة.
وأوضح أن "البشر هم مدخلات ومخرجات التعليم في آن واحد، وعلينا أن نتذكر دائما أن التكنولوجيا، بما فيها الذكاء الاصطناعي، يجب أن تظل أداة في خدمة هذا الهدف الإنساني الأسمى، لا أن تتحول إلى غاية في حد ذاتها".
ونبه إلى أهمية وضع "ضوابط أخلاقية وحواجز أمان" لضمان تطور الذكاء الاصطناعي بشكل يراعي القيم الإنسانية ويتجنب المخاطر المحتملة، مشيرا إلى أن هذا يتطلب فهما مجتمعيا واسعا يتجاوز الدوائر التقنية المتخصصة.