ثمرة كفاءات مغربية.. "أمان" دورية ذكية بعيون تتعرف على الوجوه واللوحات - صور

محمد فرنان

كشفت المديرية العامة للأمن الوطني، أمس الجمعة، خلال فعاليات النسخة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة بمدينة الجديدة، عن النموذج الأول من الدورية الذكية "أمان".

وتأتي تفاصيل هذه السيارة المبتكرة، كما ورد في الملف الصحفي الذي توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، لتؤكد أنها ثمرة كفاءات مغربية خالصة وتمثل نقلة نوعية في العمل الشرطي الميداني، معتمدة على أحدث منظومات الذكاء الاصطناعي.

وذكرت المديرية، أن "تطوير "أمان" جرى بشكل كامل من قبل الفرق الهندسية والتقنية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، مما يبرز القدرة العالية للكفاءات الوطنية على الابتكار والتطوير في المجالات الأمنية الدقيقة والمتقدمة."

وحسب الخصائص المقدمة في الملف الصحفي، فإن "الدورية الجديدة تقدم مجموعة من الخصائص التكنولوجية المتطورة، حيث زودت بمنظومة متكاملة للمراقبة البصرية بالكاميرات تغطي محيطها بزاوية 360 درجة، مما يوفر رؤية ميدانية كاملة".

وذكر المصدر ذاته، أنه "جرى ربط نظام المراقبة هذا بتطبيقات متقدمة للقراءة الآلية للوحات ترقيم السيارات، بالإضافة إلى دمج تقنية التعرف على الأشخاص (la reconnaissance faciale) بقدرات تحليلية عالية".

ووفق نفس المصدر، تتميز "أمان" بقدرتها على الاتصال الآني والمباشر مع قاعات القيادة والتنسيق والوحدات الشرطية الميدانية والمتنقلة، وتمتلك نظاما فائق التطور للاتصال والبث المباشر مع غرفة عمليات القيادة، وتبرز كفاءتها العالية في قراءة بصمة الوجه بدقة والتعرف على المركبات المطلوبة، فضلا عن انفرادها بعرض عدة أنظمة أمنية ذكية في شاشة كبرى تضيء مقصورتها الداخلية.

وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني عن خطط للشروع في تعميم هذه المركبات الذكية على كافة ولايات الأمن على الصعيد الوطني، وذلك فور انتهاء مرحلة التطوير الأولي التي دخلت أشواطها الأخيرة. ويأتي هذا التوجه في سياق استعداد المغرب لاحتضان العديد من التظاهرات الدولية الكبرى، مثل الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للأنتربول، وكأس أمم إفريقيا لكرة القدم، وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، مما يستدعي توفير خدمات أمنية متكاملة تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والقرب من المواطنين.

ويحظى زوار أيام الأبواب المفتوحة بفرصة الاطلاع على النموذج الأولي لدورية "أمان" في فضاء "التكنولوجيا في خدمة الأمن"، لإبراز إمكانياتها المبتكرة بشكل عملي وتفاعلي.

يستقبل زوار تظاهرة الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، فضاءٌ مخصصٌ لتقديم الاستخدامات الأمنية للتكنولوجيات الحديثة، من خلال أربعة أروقة، يقدم الأول، عبر زاوية عرض 360 درجة، النموذج الأولي من الدورية الذكية "أمان" التي طورتها الفرق التقنية التابعة للأمن الوطني.

فيما يعرض الرواق الثاني جانبا من استعمالات الطائرات المسيرة في مجال الدعم البصري للعمليات الأمنية الميدانية، من خلال استعمال منظومة متكاملة من الدرونات عالية الدقة والتكنولوجيا والقادرة على التصوير في مختلف الظروف العملياتية.

كما يعرض هذا الرواق الأخير تطبيقا آخرا يمكّن من استعمال أنظمة المراقبة البصرية المسيرة في مواكبة تدبير الأعمال النظامية الكبرى والمباريات الرياضية، من خلال تحليل المعطيات الأمنية والمساعدة في اتخاذ القرار والتعامل مع تدبير العمليات الأمنية الميدانية.

وفي رواقين مقابلين، تعرض الفرق الهندسية للأمن الوطني التطبيقات الأمنية المبنية على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتي تقوم بإدماج تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، ومن بينها تطبيق المعالجة الآلية للمعطيات المرورية، والذي يسمح بالقراءة الآلية للوحات الترقيم ومطابقتها مع قاعدة البيانات التي تتوفر عليها مصالح الأمن الوطني، فضلا عن تطبيق مواكبة التموضع الجغرافي لدوريات الشرطة، واستغلال نظام التموضع العالمي في تتبع التدخلات الأمنية بالشارع العام.

كما يعرض هذا الفضاء تطبيقا معلوماتيا يستغل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في معالجة صور الأشخاص، من خلال إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعرف على الأشخاص (reconnaissance faciale) وربط صورهم بقاعدة بيانات المعطيات الديموغرافية.

وفي جانب من هذا الفضاء، تم إعداد فضاء يحاكي قاعة القيادة والتنسيق، والتي تقدم صورة متكاملة عن خدمات الاستجابة لنداءات المواطنين عبر خط النجدة 19 وتدبير العمليات الأمنية الميدانية وحركية دوريات الشرطة، حيث تم ربط هذه القاعة النموذجية بالدورية الذكية "أمان" وبمنظومة المراقبة البصرية بالطائرات المسيرة، بشكل يضمن التكامل العملياتي بين هذه الأنظمة المسخرة لتحقيق أمن المواطنين والمواطنات.