"ناصر الزفزافي لا يسعى للانفصال، ويمقت السياسية، وعندما خرج للشارع لم يكن ينازع أحدا على السلطة". بهذه العبارة اختار ناصر" الزفزافي، القائد الميداني لاحتجاجات الريف، ان يدافع عن نفسه من تهمة "الانفصال" خلال استجوابه أمام جنايات البيضاء، اليوم الاثنين، متسائلا " أليس من حقنا ان نتساءل أين تذهب الأموال العمومية؟ الدولة نساتنا سيدي الرئيس، ولولا تحويلات أقاربنا وعائلاتنا بالخارج لعشنا مثل الكانيبال في الريف"، مضيفا "ناصر الزفزافي خرج في الحراك ليقول لا للحكرة ولا للظلم".
وقال الزفزافي "لدي الثقة الكاملة والعمياء في القضاء ولا أقولها تملقا بل شهادة للتاريخ والحق"، وذلك حين نبهه رئيس جلسة محاكمة معتقلي حراك الريف بكونه بعيد في اجاباته عن التهم الموجهة إليه. وبعد حديثه المطول حول بلاغ الأغلبية الذي اتهم نشطاء الحراك بالانفصال، قال الزفزافي إن وزير الداخلية السابق محمد حصاد، الذي شارك في اصدار هذا البلاغ "تبين بعد إعفائه من مهامه أنه يحمل جنسيتين مغربية وفرنسية وأنه يعيش حاليا بفرنسا"، وبعدما أن أبدى أسفه لكونه يحمل جنسية المستعمر وهو الذي حسب قوله "كان يتشدق بالوطنية"، اعترف أن "عدم استعماله للقوة إبان حراك الريف" يحسب له، كما يحسب له قوله إنه "لا يريد أن يخلق اكديم ازيك جديد"، مقارنا بينه وبين وزير الداخلية الحالي، عبد الوافي لفتيت الذي استعمل القوة بدل فتح حوار مع سكان الريف.
واتهم الزفزافي حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية وصراعهما السياسي الضيق بالتسبب فيما وصل إليه الأوضاع الاجتماعية المزرية في الريف، وقال الزفزافي "صحيح إن مشروع الحسيمة منارة المتوسط وإن كانت ليست فيه مشاريع بناء مستشفيات ومصانع وغيرها لكنه كان سبخدم التنمية في الريف لكن الصراع السياسي الضيق بين البام والبيجيدي زاد الأوضاع اختناقا في الحسيمة".
وبخصوص اعتقاله قال الزفزافي "أنا بعدا من هادشي كلو استفدت أني ركبت في الهيليكوبتير"، ما جعل الضحكات تعلو في قاعة الجلسات رقم 7، وهو يساءل للمحكمة "لماذا كل هذه الاعتقالات ونقلهم بالهليكوبتير والطائرة، لأنهم خرجوا للشارع مطالبين بابسط حقوقهم الاجتماعية". وتحدى الزفزافي النيابة العامة أن تفتح تحقيقا في تصريحات أمناء عامين لأحزاب اتهموا بعضهم بالفساد والموالاة لداعش ولبارونات المخدرات وسط قبة البرلمان في حين عجزوا عن ايصال معاناة سكان الريف وأوضاعهم الاجتماعية ومطالب باقي السكان إلى قبة هذا البرلمان".