أقل من 8 ساعات تفصل الجماهير البيضاوية عن إحدى أبرز مباريات الجولة 25 من البطولة الوطنية، ويتعلق الأمر بمباراة ديربي البيضاء، بين الغريمين الوداد والرجاء الرياضيين، والتي ستجمع الطرفين بملعب محمد الخامس، والذي تحول إسمه في الأوساط الرياضية إلى مركب "الرعب".
الرجاء والوداد سيخوضان الديربي رقم 124 في تاريخهما، في نفس المركز وعدد النقاط (36)، مع مباراة ناقصة للنسور الخضر بسبب المشاركة بكأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
الالتراس مرحب بها في مدرجات "دونور"
لعل أبرز ما سيميز مباراة الوداد والرجاء هذا الموسم، عودة أنشطة الالتراس إلى مدرجات ملعب محمد الخامس، بعد أن كانت ممنوعة بقرار من وزارة الداخلية، بسبب أحداث شغب متفرقة.
وسيكون أمام الجماهير إمكانية إدخال الشعارات الخاصة بالمجموعة وأيضا رفع الرسائل التشجيعية، لكن بشرط الابتعاد عن المضامين التي تدعو إلى التعصب ونشر الكراهية والعنصرية.
ولن يكون سلاح أنصار الغريمين سيتسلحان الشعارات فقط، فرحلة التسعين دقيقة بحاجة إلى الأهازيج والحماس بين المناصرين، فتحقيق الفوز لهذا الطرف أو ذاك، يعني دفاعه رسميا عن حظوظه رفقة الثلاثي، حسنية أكادير، إتحاد طنجة، الدفاع الحسني الجديدي، للتتويج بدرع البطولة.
تذاكر تضامنية وأثمنة مضاعفة
قررت إدارة الرجاء الرياضي الرفع من أسعار التذاكر المخصصة للمباراة، والاستفادة من الحضور الجماهيري لحل جزء من الأزمة التي يمر منها الفريق.
فبدلاً من 30 درهماً، كانت الجماهير مطالبة بأداء مبلغ 50 درهما للمدرجات المكشوفة، في حين تم تحديد أثمنة المدرجات الجانبية المغطاة في 100 درهما، والمنصة الشرفية في 300 درهما.
ودونت الإدارة عبارة "تضامن" بالتذاكر المخصصة للرجاويين، لتبرير الفارق المادي الكبير بين الأثمنة المعمول بها بـ"دونور" ومباراة الديربي.
وخلت التذاكر المخصصة للمدرجات الشمالية والموجهة لجماهير الوداد من ذات العبارة، تفاديا للسخرية التي قد تطال النادي بسبب الخطوة.
وأعلن عدد من الصفحات الفايسبوكية، التابعة لعشاق الوداد ومشجعيه، أن عدد كبيراً منهم اختار متابعة فعاليات "الديربي" من المدرجات، بدلا من اقتناء تذاكر باهظة فقط من أجل المساهمة في حل أزمة الغريم.
تشديدات أمنية والسبب ملف "موروكو2026"
قررت السلطات الأمنية بمدينة البيضاء، الاستعانة بحوالي 3800 من عناصرها، لتأمين مباراة الديربي داخل وخارج أسوار ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء.
وعقدت السلطات الأمنية بالعاصمة الاقتصادية اجتماعاً مع أبرز أعضاء الالترات الودادية والرجاوية، لتأطير أنصارهم بالمدرجات، والابتعاد عن كل أشكال العنف أو تخريب الممتلكات، وذلك على بعد ثلاثة أيام فقط من الزيارة التي تنظمه لجنة تابعة لـ"الفيفا" إلى المملكة.
ويحاول المسؤولون إخراج ديربي كازابلانكا إلى بر الأمان، بدون خسائر مادية أو أعمال عنف، قد تعكر صفو المباراة الأكثر متابعة بالدوري المحلي، وذلك بعد السماح رسميا للالتراس باستعادة أنشطتهم بالملاعب، بعد توقيف لأزيد من سنة بسب أعمال شغب متفرقة.
وسيكون"دونور" من بين الملاعب التي ستزورها لجنة "الفيفا" في الفترة الممتدة من 17 إلى 19 أبريل الجاري، لتقييم مدى ملائمة المعايير التقنية للمنشات الرياضية بالمملكة، وأيضا البنيات التحتية.
ديربي بدون حسبان
أنهى سعيد حسبان مهامه كرئيس لنادي الرجاء الرياضي ساعات قليلة قبل مباراة الديربي، وذلك بعد تقديم استقالته بشكل رسمي خلال الجمع العام الاستثنائي.
وتم التصويت بالإجماع، مساء أمس الجمعة، على محمد أزال، لتولي رئاسة لجنة مؤقتة لتدبير شؤون الرجاء بالفترة المقبلة، في انتظار عقد جمع ثان لاختيار الرئيس.
ومن المرتقب أن يحتفل أنصار الرجاء الرياضي برحيل، في المدرجات، بعد شهور من الاحتجاج ضده ومطالبتهم إياه بالتنحي، بعد تفاقم مشاكل الرجاء الداخلية، بسبب تراكم الديون، وأزمة المستحقات التي عاني منها اللاعبون.
غياب مؤثر للنسور ولكن..
سيكون أنس الزنيتي، حارس الرجاء الرياضي، أبزر غيابات النسور الخضر في مباراة الديربي، بسبب قرار التوقيف الصادر في حقه من طرف جامعة الكرة، لتلقيه بطاقة حمراء مباشرة في المباراة الأخيرة أمام الفتح الرياضي.
انضاف الثنائي محمد أولحاج ووليد الصبار إلى قائمة غيابات الرجاء في أبرز مباريات الموسم، بسبب الإصابة، لكن المدرب خوان كارلوس غاريدو قلل من شأن الغيابات، مؤكدا بأنه ترسانته البشرية قادرة على مسايرة الخصم رغم النواقص.
أما الوداد بقيادة التونسي فوزي البنزرتي، فيخوض الديربي 24 بعد المائة بصفوف مكتملة، بعد مشاركة جميع لاعبيه بالتجمع الإعدادي المغلق بمنطقة بوسكورة، لتبقى الاختيارات مفتوحة أمام الطاقم التقني لـ"الأحمر والأبيض".