هل هناك مراقبة لتعليف الأغنام هذه السنة كي لا يتكرر ظهور اللحوم الخضراء كما حدث العام الماضي؟ وما هي ظروف التحضير لعيد الأضحى القادم؟ وكيف يمكن أن يؤثر العلف بفضلات الدجاج (البزق) على جودة لحوم الأضاحي وصحة المواطن؟ وهل هناك من يستعملها من الكسابة؟ أسئلة وأخرى، يجب عنها المدير العام للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز عبد الرحيم بوقلوش، والتي تضم في عضويتها 14 ألف و500 كساب من مختلف مناطق المغرب، وتؤمن قرابة ثلثي حاجيات السوق الوطنية من اللحوم والأضاحي.
وأكد لـ"تيل كيل عربي"، في لقاء معه على هامش المعرض الدولي للفلاحة الذي تحتضنه مدينة مكناس في نسخته الـ13، حول جودة الأضاحي، وما أثير العام الماضي من مشاكل مرتبطة بإخضرار لحومها وفسادها، اعتبر المدير العام للجمعية الوطنية لتربية الأغنام والمعاز، أن ما وقع من حالات، 90 في المائة منها مرتبطة بـ"الظروف الصحية التي تم فيها ذبح الأضاحي"، هذه الأخيرة، من وجهة نظره، تضررت بفعل "الرطوبة وارتفاع درجة الحرارة، نظرا لتزامن عيد الأضحى مع أجواء الصيف التي استمرت حتى شهر شتنبر الماضي، إذ لم يتم احترام الشروط الصحية سواء في خلال عملية الذبح أو تخزين اللحوم".
ويتوقع بوقلوش أن "يتكرر المشكل نفسه هذا العام إذا لم تتعامل الأسر مع الأضحية وفق ما هو مطلوب من احترام للشروط الصحية"، دون أن ينفي في حديثه لـ"تيل كيل عربي"، وجود متطفلين على القطاع، يجلبون إلى الأسواق مواشي لم يحترموا في علفها المعايير التي توصي بها مختلف الجهات، لذلك، يضيف المتحدث ذاته، يجب أن يحتاط المواطن وأن لا يتردد في أخذ الاستشارة قبل شراء الأضحية، لكي لا يسقط ضحية من يبحثون عن الربح السريع.
وفيما يخص تزايد مخاوف المغاربة من لجوء بعض الكسابة لتعليف المواشي بفضلات الدجاج، وحجز كميات كبيرة منها موجهة للعلف قبل أسابيع، قال بوقلوش، إن "بزق الدجاج خطر على صحة الأضحية والمواطن، ويصيب المواشي بتسمم مصدره معدن النحاس، لكن يجب أن نعرف أنه يعطي لوناً أصفر يظهر على لحوم الأضحية وليس أخضر، ولحد الآن هناك دراسات تقوم بها وزارة الفلاحة ونحن منخرطون معهم في هذا العمل، سوف تمككنا من إثبات إلى أي درجة (بزق) الدجاج يمكن أن يجعل لحوم الأضحية خضراء"
هل يستعمل "بزق" الدجاج في تعليف المواشي بالمغرب؟ سؤال أجاب عنه المدير العام للجمعية الوطنية لتربية الأغنام والماعز بالقول: "نعم هناك من يصرح بذلك، وحجته في اللجوء إلى فضلات الدجاج، هي أنها تساهم في تسمين الأغنام، لكن أشدد على أن هذا خطأ ويؤثر على الجودة والصحة". وتابع بهذا الصدد، أنه "علميا الحيوان عندما يأكل أي مادة يمكن أن يستهلكها دون أن تؤثر عليه، لكن عندما تمنح له بكميات مفرطة فإنها تضر بجودة لحومه، ويجب أن نشير هنا إلى من يلجؤون إلى مطارح الأزبال لتعليف الكسيبة خاصة في ضواحي المدن، وهذه العملية أخطر على صحة المواطن الذي يستهلك لحومها".
ويرى بوقلوش، أنه عبر تشديد الرقابة والمراقبة يمكن ضبط مثل هذه السلوكيات في تربية المواشي، وذلك ما يعملون عليه بشراكة مع وزارة الفلاحة و"أونسا" ومديرية تربية سلاسل الإنتاج، لتحسيس الكسابة الذين ينتمون للجمعية وغيرهم، ومرافقتهم طيلة السنة، مع مدهم باللقاحات ضد الأمراض والطفيليات التي مكن أن تصيب المواشي، كما يقدون لهم الاستشارة فيما يخص العلف، هذا العمل يضيف المتحدث ذاته لـ"تيل كيل عربي"، يسهر عليه 180 مستخدم من بياطرة ومهندسين وتقنيين يسهرون على هذا القطاع، للتحضير لعيد الأضحى وتوفير الذبائح للأسواق لسد الحاجيات من اللحوم الحمراء.
كما تعمل الجمعية، حسب مديرها العام، على تحسين سلالة النسل الوطني من الأغنام، ويوضح بهذا الصدد، أنهم بدؤوا قبل 30 سنة بثلاث سلالات وهي "الصردي" "تمحضيت" و"بنكيد" من المنطقة الشرقية، وكل سنة يضيفون سلالة أخرى، حتى وصلوا اليوم إلى تحسين 24 سلالة ما بين المعاز والأغنام، هذه السلالات تتأثر بدورها بسنوات الجفاف وتزدهر عندما يتوفر الكلأ.
وبخوص أهم مواد العلف وأفضلها، حسب بوقلوش، هي: الشعير والنخالة والذرة والفويلة، مع ضرورة اعتماد الأملاح المعدنية والفيتامينات، أما بالنسبة للشمندر فهو يوجه للأبقار، لكن الأغنام لا تحتاجه، وهو باهظ الثمن.