بدأ العد العكسي لانطلاق منافسات أضخم بطولة كروية في العالم، والتي ستقام نسختها الـ21 هاته المرة بروسيا، وبمشاركة 32 منتخبا من بينهم خمسة فقط يمثلون القارة السمراء.
46 يوماً فقط وسيتابع المغاربة منتخب بلادهم بالمونديال بعد عشرين سنة من الغياب عن المسابقة، لذا فالناخب الوطني هيرفي رونار حريص على أن تضم قائمته المتألقين، وأيضا للاعبين الذين ساهموا في الوصول إلى البطولة العالمية، وسجلوا حضورهم بمباريات التصفيات الإفريقية.
في المقابل، لازال عدد من الدوليون المغاربة ينتظرون التفاتة الناخب الوطني، قبل إسدال الستار على لائحة 23 لاعبا النهائية، والمشاركة بالعرس الكروي العالمي.
يوسف العربي..هداف قطر وصاحب الأرقام القياسية
سنة استثنائية بصم عليها يوسف العربي، المحترف بصفوف الدحيل، وتوج خلالها هدافا للدوري القطري للسنة الثانية على التوالي برصيد 26 هدفا، لكنه كان أبرز غاب الغائبين عن المنتخب خلال الاستحقاقات الأخيرة لاختيارات فنية.
العربي الذي توج بالدوري وكأس قطر، قال خلال تصريحات إعلامية سابقة، إنه فعل كل شيء من أجل استعادة ثقة الناخب الوطني والمشاركة بكأس العالم، ولم يفقد الأمل في العودة لحمل قميص بلده الأم مجدداً، رغم الخيارات العديدة التي تتوفر عليها الترسانة البشرية للمجموعة على مستوى الخط الهجومي.
الهداف السابق لغرناطة وبعد اختياره الاحتراف بالدوري القطري، أصبح بشكل نسبي خارج مفكرة رونار، بالرغم من أن هذا الأخير استدعاه لمباريات معدودة على رؤوس الأصابع، قبل أن يتحول الاهتمام صوب خالد بوطيب، مالطية سبور والذي أصبح الهداف رقم 1 بتشكيلة المنتخب خلال مباريات التصفيات الإفريقية.
نبيل لزهر.. ينتظر التفاتة رونار
نبيل زهر، لاعب ليغانيس الإسباني، الفريق المنتمي إلى أندية "الليغا"، لم يحظى بدوره بالتفاتة هيرفي رونار، بالرغم من أن التنافسية لم تغب عن متوسط الميدان الهجومي، منذ أولى جولات الدوري الإسباني.
وظل لزهر ضمن أبرز الأسماء الأساسية التي يعتمد عليها مدرب ليغانيس، أسيير غاريتانو، منذ انطلاق فعاليات الموسم الكروي الجاري، ليصبح محط اهتمام الصحافة الإسبانية التي تساءلت في مناسبات عدة عن الأسباب وراء استبعاده من لائحة المغرب.
فمنذ تولي رونار زمام قيادة سفينة الأسود خلفاً للزاكي بادو، لم يحظى اللاعب بفرصة المشاركة بتجمعات الأسود الرسمية أو حتى الودية، بالرغم من تداول إسمه ضمن القائمة الأولية لعدد من المباريات، لكن سرعان ما يتبخر حلم نبيل لزهر في استعادة مكانته بعد الكشف عن اللائحة المقلصة.
وكان الناخب الوطني قد كلف مساعده مصطفى حجي، بمتابعة نبيل لزهر بأبرز مباريات "الليغا"، للوقوف على أداءه قبل توجيه الدعوة إليه من أجل الدفاع عن ألوان المغرب، لكن أسباب الغياب لازالت غير معروف حسب آخر تصريح للاعب لصحيفة "اس".
ونفى لزهر وجود أي مشاكل شخصية مع المدرب أو حتى جامعة الكرة، لكنه شدد في الوقت نفسه أن متشبث بآخر خيوط الأمل للمشاركة بالمونديال، فالساحرة المستديرة لا تؤمن بالمنطق وكل شيء ممكن خلال الأيام المقبلة.
تاعرابت..فعل كل شيء من أجل الأسود
عاد إسم اللاعب عادل تاعرابت بقوة إلى محيط الأسود، بعد انتقاله إلى صفوف جنوى الإيطالي قبل أشهر، منهيا بذلك فترة عطالة دامت لأزيد من سنة مع بنفيكا.
هو اللاعب الذي استطاع خلال فترة الاستعدادات، استعادة لياقته البدنية واتبع نظاما تدريبيا قاسيا ليكون أبرز الأسماء الكروية بلائحة الفريق الإيطالي، سواء بمنافسات "الكالتشيو" أو الكأس.
تواصل تاعرابت مع هيرفي رونار خلال المرحلة الانتقالية لم ينقطع، فالمدرب ظل يحفز الدولي المغربي ويشجعه في مناسبات عدة، كما وعده بحمل قميص المنتخب الوطني مجدداً، إن احتفظ بنفس الأداء الذي ظهر به مع جنوى.
إسم تاعرابت كان ضمن قائمة مباراة المغرب والكوت ديفوار، لحساب الجولة السادسة من التصفيات الإفريقية، لكن ولأسباب يحتفظ به المدرب وطاقمه، تم إسقاط اللاعب من اللائحة النهائية التي خاضت المباراة بملعب فيليك هوفويت بوانيي، في المباراة التي أهدى الأسود خلالها التأهل للمونديال للجماهير المغربية.
لكن حظوظ تاعرابت انعدمت قبل أسابيع للمشاركة بكأس العالم، بعد الإصابة التي تعرض لها مع فريقه، دفعت بمسؤولي جنوى لتغيير مخططاتهم بالتعاقد مع وسط الميدان المغربي، بعد انتهاء فترة إعارته.
الزنيتي..حارس المحليين الذي لا يطرب
أنس الزنيتي، حارس المنتخب الوطني المحلي والرجاء الرياضي، ينطبق عليه المثل العربي الشهير الذي يقول "مطرب الحي لا يطرب"، وذلك بسب غيابه عن مخططات رونار، رغم مشاركته أساسياً طيلة فترة بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، التي احتضنها المغرب شهر يناير المنصرم.
الناخب الوطني كان له رأي آخر بخصوص عرين المنتخب، واختار رضا التكناوتي، حارس إتحاد طنجة الشاب، ليكون ثالث إسم بعد منير المحمدي، وياسين بونو، ليدافع عن شباك المنتخب.
وفضل الزنيتي عدم التعليق على إبعاده من المنتخب، حيث كشف في برنامج إذاعي سابق أنه يركز حاليا مع فريقه الرجاء، الذي ينافس هذا الموسم على الواجهتين المحلية والقارية، لكن تبقى المشاركة بالمونديال حلماً يراود جميع اللاعبين المغاربة مهما اختلفت مستويات الدوريات التي ينتمون إليها.
كارسيلا غير فريقه واتبع نصيحة مدرب المنتخب
ومن بين اللاعبين الذين فكروا في تغيير أنديتهم خلال ميركاتو الشتاء السابق، مهدي كارسيلا، الذي أصر على مسؤولي أولمبياكوس اليوناني الموافقة على إعارته إلى ستاندار دولييج البلجيكي، بعد نصيحة الناخب الوطني.
رونار لم يكن راضياً على أداء كارسيلا الذي تراجع، بسبب إيقاع الدوري اليوناني "الضعيف"، ونصح لاعبه بمناقشة جميع العروض الاحترافية التي توصل بها، واختياره للعرض الذي يتماشى وطموحه، ليستقر كارسيلا ببلجيكا، التي كان دوريها شاهداً على ميلاد الموهبة المغربية.
ووضح رونار خلال الندوة الصحفية الأخيرة، بعد مباراة أوزبكستان الودية، أن الباب لازال مفتوحاً أمام كارسيلا للحاق برفاقه، مؤكدا بأنه دائم التواصل مع اللاعب، الذي كان في وقت سابق ورقة رابحة بكثيبة الزاكي.