السياسة تتفوق من جديد.. هذه هي الدول التي أدارت ظهرها لـ"موروكو 2026"

صفاء بنعوشي

أربعة أسابيع  تقريبا، تفصل ملف ترشح المغرب وأمريكا لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026، عن الموعد الحاسم للتصويت الذي سيشارك فيه 211 إتحادا كرويا، خلال اجتماع للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا' بروسيا.

"موروكو2026" الذي لاقى دعما  من مجموعة من الدول الإفريقية والعربية، أصبح في موقف صعب بعد أن وجدت السياسة طريقا لتغيير مواقف الحلفاء، والتي تحولت من مساندة علنية إلى اختيار للمصالح، خصوصا وأن خصم المملكة هو الثلاثي الأمريكي المشترك الذي يضم كلا  من الولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك وكندا.

جنوب إفريقيا..الأجندة السياسية فوق كل شيء

كشفت شاسا كوشيل، وزيرة الرياضية بجنوب إفريقيا، أن حكومة بلدها لن تدعم ترشح المغرب للظفر بتنظيم نهائيات كأس العالم، ولا يمكنها بأي شكل من الأشكال التصويت له، بالرغم من أن الإتحاد القاري للعبة نشر بلاغا تحدث من خلاله عن مساندة "موروكو 2026"، باعتباره ملفا يمثل القارة السمراء.

وزيرة الرياضية نقلت الموقف الحكومي لبلدها في تصريح صحفي خلال الساعات الماضية، لتنهي الجدل حول إمكانية منح جنوب إفريقيا صوتها للمغرب.

وأوضحت الوزيرة  خلال التصريح ذاته بأن أجندة البلد السياسية فوق كل شيء، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال مخالفتها، لذا فصوت جنوب إفريقيا سيكون لصالح "يونايتد 2026".

وسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن وجه دعوة مباشرة للمسؤولين عن الرياضة في جنوب إفريقيا، لدعم الملف المشترك، كما عقد المسؤولون عن الترشح اجتماعات عدة في جوهانسبورغ، لحشد الدعم من إفريقيا.

وحظيت جنوب إفريقيا بشرف استقبال المونديال الأول في تاريخ القارة السمراء، خلال نسخة 2010، إذ كان أبرز منافسيها المغرب الذي قدم آنذاك ملف ترشحه  الرابع، وانهزم في الاقتراع السري بـ10 أصوات لصالح 14، لأبناء نيلسون مانديلا.

صمت سعودي وتركي آل الشيخ ينوب عن بلده

موقف مبهم للمملكة العربية السعودية، بخصوص هوية الملف الذي سيدعمه المسؤولون أمام "الفيفا" في  13 يونيو المقبل، في وقت خرجت فيه القمة العربية الأخيرة بتوصيات عديدة، أبرزها الاصطفاف وراء ترشح عربي إفريقي لاستضافة كأس العالم 2026.

وفضلت السعودية ترك الأمور على حالها وعدم تقديم موقف علني بخصوص دعم "موروكو 2026" من عدمه، في حين تكلف تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة باستفزاز المغرب في مناسبات عديدة، كان آخرها لقاءه الصحفي مع شبكة "سي إن إن".

آل الشيخ قال خلال حواره: " لم نحدد موقفنا النهائي بعد، لكننا نبحث عن مصلحة السعودية، أمريكا أحد أعظم حلفائنا، كما نحن أيضا بالنسبة لهم في منطقة الشرق الأوسط".

رئيس الإتحاد العربي لكرة القدم، التقى سابقا كارلوس كورديرو، رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم، وتحدث عن مميزات التنظيم الثلاثي الأمريكي (المكسيك، كندا، الولايات المتحدة الأمريكية)، ليزيد من حدة غموض موقف السعودية، وحلفاءها بالخليج الذين سينتظرون إشارة من المسؤولين بالمملكة العربية، قبل التصويت.

البحرين يقدم وعودا بدعم ملف أمريكا

كشفت الصحافة البحرينية مفاجأة أخرى تتعلق بهوية الملف المونديالي الذي سيحظى بصوت الإتحاد القاري للعبة، بعد لقاء رئيسه الشيخ علي بن خليفة بن أحمد آل خليفة، بمسؤولين عن "يونايتد 2026".

التقارير الإعلامية أكدت بأن الإتحاد البحريني لكرة القدم، أبدى إعجابه بالملف الأمريكي المتكامل، كما وعد ببذل مجهودات للترويج له عربيا، وهو الموقف الذي يؤكد انسحاب المنامة من قائمة داعمي المغرب، بعد أن كانت ضمن أبرز الدول العربية التي وضعت ثقتها بترشح المغرب، خلال اجتماع للمسؤولين مع أبرز البلدان الآسيوية.

إثيوبيا..رواندا..غانا ونيجريا: لا تعليق !

كانت شبكة ESPN السباقة إلى إثارة موضوع إمكانية تراجع مجموعة من الاتحادات الإفريقية عن التصويت لصالح المغرب، في أحدى تقاريرها، مؤكدة بأن تصريحات ترامب الأخيرة بسحب الدعم سيضع دولا عديدة تحت الضغط.

المصدر ذاته، اعتبر بأن الدول المنتمية للقارة السمراء، وإن لم تسحب مساندتها للمغرب بشكل مباشر، فستفضل التزام الصمت إلى حين موعد التصويت، تفاديا للدخول في مواجهات مع أمريكا، التي تقدم مساعدات مالية مهمة لمجموعة من الحكومات.

وأضافت الشبكة، أن من بين الدول التي كشفت علنا مساندتها لملف المغرب جنوب إفريقيا ونيجيريا، قبل أن ينجح ترامب في تغيير موقف أحدهما خلال لقاء أخير بمسؤولين سياسيين للبلدين,

وكشفت الشبكة، أن محاولاتها للتواصل مع الاتحاد النيجيري، والغاني، والزامبي، والإثيوبي، والرواندي للعبة باءت بالفشل، بعد رفض مسؤوليها تحديد الترشح الذي سيدعمونه يوم التصويت، رغم لقاءات سابقة بين سفراء الكرة بالمغرب ومسؤولين بالبلدان المذكورة.