في حفل باذخ انتهى بإطلاق الشهب الاصطناعية، استعرضت المديرية العامة للأمن الوطني، مساء أمس الأربعاء، "عضلاتها" في الذكرى الثانية والستين لتأسيسها، التي تصادف الذكرى الثالثة لترؤس عبد اللطيف الحموشي هذا الجهاز إلى جانب المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
أنسنة الحفل
بعد أن زار الملك محمد السادس، في سابقة من نوعها، يوم الثلاثاء 24 أبريل الحالي، مقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المعروفة اختصارا بـ"الديستي")، يبدو الحموشي في ذكرى هذا العام، في أحسن أحواله بعد ثلاث سنوات من رفعه شعار "الإصلاح الشامل والعميق للمرفق العام للشرطي"، إذ كان حفل أمس في مستوى الحدث من خلال استعراض قدرات الأمن الوطني، خصوصا مواردها البشرية والتقنية الجديدة، في فضاء المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة.
وكان الحفل مفعما بالجانب الإنساني، حيث بدأ بعد أداء الشعار الوطني وقراءة آيات من القرآن الكريم، بدقيقة صمت لقراءة الفاتحة ترحما على شهداء الواجب من أسرة الأمن الوطني، الذين تم عرض صورهم وأسمائهم على الشاشة العملاقة. كما تم توشيح عدد من مسؤولي وموظفي ومتقاعدي الإدارة العامة للأمن الوطني بأوسمة ملكية، سلمها لهم وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت والوفد الوزاري المرافق له وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.
مشاهد في مكافحة الإرهاب
وكانت أقوى لحظة الحفل هي تجسيد اقتحام بيت يشغله إرهابيون يقومون بعملية احتجاز، في ذكرى كانت أيضا تستحضر العمليات الإرهابية الأليمة التي شهدتها الدارالبيضاء في 16 ماي 2003.
وأبرزت المشاهد التي استعملت فيها القنابل الصوتية، تعاون بين قوات الأمن الوطني وقوات المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في مشاهد نقلتها الشاشة التي واكبت الحفل حتى نهايته، ببث الصور المقرّبة، والملتقطة بكاميرات على الأرض وأيضا من خلال واحدة محمولة على طائرة صغيرة (بدون طيار) "درون".
فبعد تدخل القوات المركزية للتدخل، والذي لم يفض إلى إنهاء العملية الإرهابية وإلقاء القبض على الجناة، تمت الاستعانة بقناص على سيارة من قوات "البسيج"، والذي استعمل رصاصة حية لإبراز دقة رجال الحموشي في التصدي للإرهاب.
وكان لافتا أن الشطر الأول من العملية، عندما تدخلت قوات التدخل المركزي التابعة للأمن الوطني، أصيب في المشهد التمثيلي أحد الإرهابيين إصابة قاتلة، فيما أصيب أحد الأمنيين الذي تم إسعافه عبر فريق طبي تابع للأمن الوطني.
وأظهرت هذه المشاهد تعاون جهازي الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، تعاونا تاما.
فرق للأبحاث والتدخلات
وكانت كلمة المديرية العامة للأمن الوطني التي ألقاها، باسم المدير العام، مدير المعهد الملكي للشرطة، قد أبرزت، قبل ذلك، أن مصالح الأمن الوطني، خلال الثلاث سنوات الأخيرة (بعد تعيين الحموشي على رأس هذه المديرية في 16 ماي 2015)، لأول مرة في تاريخها، من إحداث وتجهيز 13 فرقة جهوية للأبحاث والتدخلات، مهمتها تدبير التدخلات الأمنية في القضايا الإجرامية الكبرى، وإسناد باقي الوحدات الأمنية اللاممركزة في القضايا الموسومة بالتعقيد، كاختطاف واحتجاز الرهائن، وتفكيك الشبكات الإجرامية وغيرها من صور الجريمة المنظمة.
وتضم هذه الفرق حاليا 479 عنصرا، تتوافر فيهم، حسب الكلمة ذاتها، الكفاءة الجسدية والتكوين المتقدم في مجال الرماية عالية الدقة فضلا عن أحدث تجهيزات التدخل، ويعملون في عدة مدن مغربية، بما فيها العيون والداخلة وكلميم وجهة درعة تافيلالت، في انتظار تعميم التجربة على جميع المدن، "في الأمد المنظور".
وقبل العملية الاستعراضية الكبرى لتفكيك الخلية الإرهابية بعد مرورها إلى العمل الإجرامي، تم عرض مختلف التشكيلات الأمنية، من بينها مجموعة من المتدربين المنتمين إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، وإبراز التدريب الجيد للخيول والكلاب والدراجين والمكلفين بالحراسة المقربة لحماية الشخصيات.
وقد أعطت هذه المشاهد حيوية على الحفل، بفعل حسن انضباط الأمنيين والأمنيات وحركاتهم المنسقة، فضلا عن طريقتهم في إلقاء القبض على الموقوفين "في إطار احترام حقوق الإنسان والقانون"، والإيقاعات الموسيقية التي كانت تعزفها الفرقة الموسيقية، إلى جانب الأغنية التي أداها الفنان محمد الغاوي والفنانة الناشئة ريم، والتي تفخر بكلماتها بـ"حراس الوطن".