أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي اليوم الجمعة 18 ماي الجاري عن إطلاق طلب عروض لتمويل مشاريع البحث في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية من خلال المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
جاء ذلك، في حفل احتضنته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، وخالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي.
وتبلغ الميزانية العامة للبرنامج، الذي سيتم تمويله طبقا لقرار مشترك بين وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي حوالي 30 مليون درهم.
ويهدف البرنامج إلى دعم أبحاث متميزة من أجل معرفة أفضل للمجتمع المغربي وتقدمه في المجالات الإنسانية والاجتماعية، ودعم الأبحاث المشتركة بين المؤسسات الجامعية والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين في مجالات ومحاور متعددة من بينها الجهوية المتقدمة والعدالة المجالية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والعلاقات المغربية الافريقية: التاريخ والمستقبل، والترجمة والتثاقف ورؤية الآخر، والهوية والقيم وحوار الحضارات، وترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي، وحقوق الإنسان.
ويمكن تمويل مشاريع البحث المقترحة من طرف بنية أو مجموعة من بنيات البحث المعتمدة والتابعة للجامعات العمومية، والمؤسسات العمومية للبحث العلمي، والجامعات والمؤسسات المحدثة في إطار شراكة، والجامعات والمؤسسات الخاصة المعترف بها من طرف الدولة، على أن يتم الإنجاز داخل أجل 36 شهرا .
من جهة أخرى، اعتبر رئيس الحكومة، في كلمة له بالمناسبة، أن البحث العلمي في المغرب مازال متدنيا ودون المستوى المطلوب، وهو ما استدعى الإعلان عن هذا البرنامج، بحسبه.
ولفت العثماني أن هذا البرنامج يهدف إلى تسليط الضوء على الظواهر الاجتماعية والتحولات التي يعرفها المجتمع المغربي، معتبرا أن الظواهر المقلقة لا تتم إلا بدراسة عميقة لجدورها.
ودعا العثماني الباحثين المغاربة إلى الانكباب على دراسة الظواهر الاجتماعية والاشكالات التي يعرفها المجتمع المغربي، والتي قد تكون عائقا من عوائق التنمية، حتى يتسنى معرفتها ومعالجتها، مشيرا إلى أن البحث العلمي يظل شغفا بالأساس يتجاوز مختلف الصعوبات والعراقيل.
من جهته، اعتبر سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أن دعم البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية أصبح ضرورة ملحة لمعرفة المجتمع المغربي ورفع رهان التنمية، واستشراف المستقبل ودراسة مختلف التحديات المجتمعية المعاصرة، والاشكالات السياسية والبيئية التي عرفها المغرب خلال الفترة الأخيرة، مبرزا أن دعم البحوث الإنسانية والاجتماعية يعتبر أولوية من الأولويات الوطنية، وأولويات وزارته.
إلى ذلك، أوضح خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي أن 78 في المائة من الطلبة المغاربة يتابعون دراستهم بالكليات ذات الاستقطاب المفتوح، كما أن نسبة الإجازات المهنية في هذه الكليات لا تتجاوز 4,5 في المائة، مشيرا إلى أن الجامعات المغربية لا تتوفر على "كتل حرجة" للبحث العلمي في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، فضلا عن غياب الالتقائية بين البحث العلمي في العلوم الاجتماعية وباقي المجالات الأخرى، وهو ما يسعى هذا البرنامج إلى تجاوزه، بحسبه.
واعتبر الصمدي أن البحث العلمي الذي لا يوازي بين الإنسان والعمران لن يكون بحثا علميا منتجا، مبرزا أن المجتمع المغربي مجتمع حي ومتفاعل، وهو ما يستدعي من الجامعة القيام بدراسة ورصد التحولات التي يعرفها.