من الاجتهادات التي خلص إليها بعض علماء الاسلام، هو تأكيدهم على وجوب هجر أهل المعاصي والذنوب. وضمن ما تعرضه "تيل كيل عربي" ضمن سلسلة "أغرب الفتاوى"، في هذه الحلقة (3) يحرم العلماء إلقاء التحية على كل لاعب، بما فيهم لاعبي الشطرنج وكرة القدم.
وبالرجوع إلى الكتب المؤسسة للفقه، نجد أن الشيخ عبد الكريم الحميد يذكر في كتابه "إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر"، أن يزيد بن يوسف سأل يزيد بن أبي حبيب، عن الشطرنج فقال يزيد: لو مررت بقوم يلعبون الشطرنج ما سلمت عليهم" أخرجه البيهقي في كتابه "شعب الإيمان، وأورده كذلك، المزني في "تهذيب الكمال".
من جهته يضيف الشيخ حمود التويجري، من علماء السعودية، معلقا على ما أخرجه البيهقي: "ومثل اللاعبين بالنرد والشطرنج اللاعبون في زماننا بالجنجفة- أي الورقة والأونو والكيرم- وما أشبه ذلك مما يلهي ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة، فلا يسلم عليهم، ولا يسلم أيضا على اللاعبين بالكرة، لأنها من أعظم ما يلهي ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وفيها من المفاسد نحو ما في النرد والشطرنج".
ثم أعقب بقوله: "إذا كانت الدار يسمع منها الغناء وأصوات الملاهي، فصاحبها معلن مهاجر يسن هجره او يجب، وكذلك إذا كانت آلات اللهو وأواني الخمر أو أوعية الدخان الخبيث، أو غيره من المسكرات توجد في أحد من بيته، فصاحب ذلك معلن مهاجر يسن هجره أو يجب".
اقرأ ايضا: أغرب الفتاوى (1): المقاطعون للمواد الاستهلاكية "مطعطعون"
أما شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه الشهيرة (الفتاوى الكبرى) فأورد: "من أظهر المنكر وجب الإنكار عليه وان يهجر ويذم على ذلك، فهذا معنى قولهم: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له، بخلاف من كان مستترا بذنبه مستخفيا فان هذا يستر عليه لكن ينصح سرا، ويهجره من عرف حاله حتى يتوب".
وعلق الشيخ عبد الكريم المذكور أعلاه، في معرض تعليقه على شيخ الإسلام، أن حالق اللحية ومسبل الثياب وشارب الدخان وحامل الصور، أو آلة التصوير والمتشبه بالكفار بلباسهم.. كل ذلك يدخل في حديث النبي المعروف: من رأى منكم منكرا".
وهذا غيض من فيض، كما يقال، من فوضى الفتاوى التي تشهدها الساحة الإسلامية، والتي تحرم كل ما له علاقة بالتشبه بالآخرين غير المسلمين، والتي بطبيعة الحال تزيد التوتر والبغض، بين المسلمين وغيرهم، في عصر التسامح والعيش المشترك.
اقرأ ايضا: أغرب الفتاوى (2): القهوة والشاي حرام لأنهما من الخمر والمسكرات