فلسطين "تؤلف" بين قلوب وحناجر اليساريين والإسلاميين في مسيرة حاشدة بالبيضاء

جانب من مسيرة الدار البيضاء الضخمة تضامناً مع فلسطين
عبد الرحيم سموكني

اختلفت مسيرة الدارالبيضاء اليوم الأحد المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، مع سابقتها قبل أسبوع والتي احتضنتها العاصمة الرباط، ولم يقتصر الاختلاف على عدد المشاركين فقط، بل طال أيضا مشاربهم الإييديولوجية والسياسية، وبدت واضحا للعيان لمسة جماعة العدل والإحسان، أول من دعا إلى النزول إلى الشارع للاحتجاج على المجزرة الإسرائلية لسكان قطاع غزة المحاصر منذ سنين، سواء من حيث التنظيم أو من من حيث الشعارات المرفوعة.

واصطف قياديو العدل والإحسان جنبا إلى جنب مع يساريين وأسماء محسوبة على أحزاب اليمين. هكذا التصقت أكتاف قيادات مثل فتح الله أرسلان وسيون أسيدون وحنان رحاب ومحمد العماري وحسن عبيابة، وهم يقودون مقدمة المسيرة التي انطلقت من ساحة النصر في درب عمر بالدارالبيضاء، لتجوب شوارع لالة ياقوت وباريس والحسن الثاني، قبل أن تتفرق في شارع الراشدي.

وسيطر التنظيم المحكم على كل تفاصيل المسيرة، إذ جرى تخصيص "هوندات" لقايدة كل كوكبة على حدة، ووزعت أعلام فلسطين وقبعات طبعت عليها عبارة "حق العودة"، في إشارة إلى مسيرات العودة التي ينظمها سكان غزة، على الحدود مع الأراضي المحتلة، والتي أدت قبل أيام إلى مجزرة سقط فيها عشرات الشهداء على يد القناصة الإسرائليين.

ووسط حشود كبيرة، يمكن بالعين المجردة فقط أن ترصد الفرق بين مسيرة البيضاء ومسيرة الرباط قبل أسبوع.

وقال المناضل اليساري المغربي ذو الأصول اليهودية، سيون أسيدون في تصريح لموقع "تيل كيل عربي"، إن المشاركة في مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني لاتستلزم السؤال عمن دعا إليها، "هل العدل والإحسان أم الملك؟" وأضاف: "إننا هنا لنندد بصوتنا كمواطنين، ضد ما قام بيه الرئيس ترامب، فأن يقوم رئيس أقوى دولة في العالم بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، هو إعلان عن جريمة حرب وفق القانون الدولي، ونحن هنا بأطيافنا المختلفة، أتينا أيضا لنحيي أرواح شهداء مسيرة العودة الذين سقطوا في غزة المحاصرة، وهذا العدد الكبير من المشاركين، نزل اليوم ليقول لترامب وللعالم إن حق العودة حق مكفول لكل اللاجئين، وأن نشهد على أن مجزرة القناصة المحتلين الأخيرة في حق المدنيين العزل، ستنضاف أيضا إلى مجازر بير قاسم ودير ياسين".

أما القيادي في جماعة العدل والإحسان فتح الله أرسلان فاعتبر في حديثه لـ"تيل كيل عربي"، أنه "عندما يفوق عدد المشاركين مئات الآلاف، فهذا يعني أن فلسطين ما تزال حاضرة بقوة في قلوب جميع الأحرار، وأنه لا يهم من دعا إليها بقدر ما يهم أن الجميع حضر ونزل إلى الشارع ليظهر للعالم بأن قضية فلسطين هي قضية لكل الأحرار".

وجدد أرسلان أن "مسيرة الدارالبيضاء جاءت في توقيت حاسم لتنقل إلى العالم أن المغاربة الذين كان لهم ارتباط قوي بفلسطين، ولهم بها حارة وبابا، مازالوا أوفياء لهذه القضية وهم مستعدون لتقديم كل غال ونفيس من أجل تحريرها".

أما حسن عبيابة عضو المكتب التنفيذي لحزب الاتحاد الدستوري، والذي حضر أيضا كممثل للاتحاد العربي الليبرالي الذي يجمع 12 حزبا ليبراليا عربيا، فقال لـ"تيل كيل عربي"، إن "هذه المسيرة تأتي للاحتجاج والتنديد بالعنف والقتل الذي تمارسه إسرائيل في حق الفلسطنيين من المدنيين"، مضيفا أنه على المجتمع الدولي والأمم المتحدة التدخل بشكل عاجل لوقف التقتيل الممنهج ضد الفلسطينيين".