في "كوكب اليابان" تتحطم كل الأعراف والتقاليد التي تبدو عادية ونمطية في بلدان العالم على صخور الاستثناء الأرخبيلي في بلاد الشمس المشرقة. ففي هذه التي يبلغ عدد سكانها 120 مليون نسمة، لا يوجد في السجون إلا 20 ألف سجين، لكن الغريب في هذا البلد أن الشيوخ والعجزة صاروا يفضلون ارتكاب الجرائم الصغيرة حتى يزج بهم في الزنازن النظيفة، ويتلقون وجبات الطعام في أوقاتها ، فكيف ذلك؟
ارتفعت نسبة السجناء من كبار السن بين إجمالي عدد السجناء في اليابان. وفي الماضي، كان يعتقد أن الشباب الغير قادر على التمييز بين الصواب والخطأ هو الأكثر عرضة لارتكاب الجرائم، بينما يقل احتمال السلوك المعادي للمجتمع مع كبر سن الشخص وتأسسيه لحياة أسرية. ويمثل السجناء في عمر 60 عاماً أو أكثر 2.5% فقط من كل السجناء في عام 1976، بينما أبرزت التقارير الحكومية حول الجريمة في عام 2017 أن تلك الفئة العمرية تمثل الآن 3750 سجيناً أو 18.3% من إجمالي عدد السجناء البالغ 20467 شخص.
بين السجناء كبار السن، مثلت السرقة، أكثر الجرائم ارتكابا من قبل الرجال والسيدات ولكن النسبة كانت عالياً بشكل خاص في حالة النساء الكبيرات في السن، لتسجل 88.4% من بين كل الجرائم التي ترتكبها النساء الكبيرات. ويبدو أن عددا قليلا من السجناء الكبار في السن، تورط في جرائم سرقة السلع من المتاجر بسبب الفقر، ومن ثم أصبحوا من معتادي السرقة فور إطلاق سراحهم ليعودوا إلى السجن، أو المكان الذي يضمن لهم على الأقل ثلاث وجبات في اليوم وفراشاً للنوم.
ومن هذا المنطلق، أصبحت منظومة السجون نوعاً ما ملاذاً آمناً اجتماعيا لمثل هؤلاء الأشخاص. ووفقاً للمسح الذي قامت به وزارة العدل في عام 2015، يوجد حوالي 1300 سجين في اليابان في يبلغ من العمر 60 عاماً أو أكثر ممن يبدو عليهم علامات الخرف. وذكرت سلطات السجون أن العبء الملقى على كاهل المؤسسات العقابية يتزايد مع زيادة عدد السجناء من كبار السن بسبب عوامل مثل الحاجة لتوفير المساعدة المعيشية والأغذية سهلة الهضم في شكل معجون بشكل يومي.
وبداية من العام المالي 2019، سيتم إجراء فحص بسيط لخرف الشيخوخة لأي سجين في يبلغ من العمر 60 عاماً أو أكثر، كما سيتم عرض من تبدو عليهم علامات هذا المرض لفحص من قبل طبيب . ولهدف من ذلك هو الكشف عن تلك الأعراض في مرحلة مبكرة وتقديم العلاج بحيث يستطيع الشخص العودة للمجتمع العادي فور الإفراج عنه من السجن.
عن موقع نيبون بالعربي..