سيرا منها في عرض "أغرب الفتاوى" في تاريخ الإسلام، المعاصر بالخصوص، يعرض "تيل كيل عربي"، في هذه الحلقة (8) فتوى حرم فيها أحد كبار العلماء تعلم اللغات الأجنبية، منها الإنجليزية.
سبق أن قال الشيخ ابن عثيمين، المرجع السعودي الذي كان من كبار المفتين والعلماء في المملكة السعودية، مستتدلا في تحريمه لتعلم اللغة الإنجليزية، إن ابن تيمية قال في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أهل الجحيم"، أن "اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، ولا يصح لمسلم التكلم بغيره".
ويعزز العالم السعودي فتواه بما قاله الامام احمد ابن حنبل "عندما سئل عن الدعاء في الصلاة بالفارسية، فكرهه، وقال: لسان سوء ولا يصح الحلف بها ولا الصلاة ولا سائر العبادات". كما يستدل بحديث ابن عمر منسوب إلى النبي أنه قال: "من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية، فإنه يورث النفاق".
علماء تحريم التكلم بغير لغة المسلمين، يستدلون في تحريمهم، بحسب ما ذكره ابن عثيمين، أن ذلك يورث محبة أهل تلك اللغة، وهو ما يخالف عقيدة الولاء والبراء. ويقول ابن تيمية بهذا الصدد: "إن اعتياد اللغو يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد في العقل والدين والخلق.
ابن عثيمين في فتاوا الغريبة يرى أن "الذي يعلم صبيه اللغة الانجليزية منذ الصغر سوف يحاسب عليه يوم القيامة، لأنه يؤدي إلى محبة الطفل لتلك اللغة، ثم محبة من يتكلم بها من الناس".
يذكر أن ابن عثيمين عاش إلى سنة 2001، أي أنه عرف واحتك بالأجانب وبعولمة العلاقات الأمريكية والسعودية، لكن المفتون لا يزالون يغضون الطرف عن الواقع ويستدلون في أحكامهم بما قاله السلف الذين عاشوا في ظروف لا تتشابه فيها السياقات.