استغل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، خطابه يوم أمس الجمعة، بمناسبة "عيد المقاومة والتحرير"، الذي يصادف الـ25 من شهر ماي، للرد على قرار المغرب قطع علاقته مع إيران، على خلفية اتهام تنظيمه بـ"دعم جبهة البوليساريو عسكرياً وتسليمها عدد من الصواريخ، وعقد لقاءات بين مسؤولين خارجيين في الحزب اللبناني مكلفين بالدعم الخبر العسكرية، مع قادة في الجبهة الانفصالية".
وقال حسن نصر الله، في خطابه الذي نقلته قناة "المنار" التابعة لحزب الله، إن "المبررات التي عرضها المغرب لقطع علاقاته مع إيران كاذبة وتفتقد لأية أدلة".
وذهب زعيم الحزب حد وصف ما جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة بـ"الدلائل غير المادية والتي لا تثبت دعم وتدريب عناصر جبهة البوليساريو من طرف عناصر من حزب الله".
وتحدث نصر الله، عن زيارة ناصر بوريطة لإيران قبل إعلان موقف قطع العلاقات، وأوضح أنه "وزير الخارجية المغربي قدم للمسؤولين الإيرانيين أسماء فقط يفترض أنها التقت قادة من الجبهة وقدمت الدعم لها، ولم يدل بأي تسجيلات أو صور تؤكد ما طرحه".
وحاول نصر الله خلال خطابه، دفع التهمة عن حزبه بدعم الجبهة الانفصالية، وأضاف بهذا الصدد: "موقفنا من القضية قائم على الحياد".
واعتبر المصدر ذاته، أن موقف المغرب، يأتي في "سياق إقليمي للضغط على حلفاء حزب الله في سوريا وإيران".
دفوعات زعيم حزب الله، لنفي التهمة عن تنظيمه، يرى فيها محللون ومراقبون ثلاثة عناصر أساسية يجب الوقوف عندها.
أولها، أن نصر الله لم يصرح بعدم زيارة عناصر من حزب الله لمخيمات تندوف، ولم ينفي أن تكون هناك لقاءات بين قادته وقادة من جبهة البوليساريو، كما لم يتطرق لما كشفه وزير الخارجية المغربي عن تسلم الجبهة لصواريخ من حزب الله.
العنصر الثاني، هو حديث نصر الله من منطلق المحور، أي أن المعني الأول بالقرار هو إيران التي سهلت سفارتها لقاءات قيادات الحزب بقادة البوليساريو، وذلك ما يبرر توجه وزير الخارجية ناصر بوريطة رأساً نحو طهران للقاء مسؤوليه، واطلاعهم على ما يتوفر عليه المغرب من دلائل ومعطيات حول تورط الحزب الذي تدعمه، في توفير الدعم العسكري لجبهة البوليساريو.
اقرأ أيضاً: من يكون "تاج الدين قاسم".. سبب "الحرب" بين حزب الله والمغرب
أما المعطى الثالث والأساسي، هو صمت زعيم حزب الله طيلة هذه المدة، واختيار أهم خطاب له يلقيه خلال السنة، للتطرق لموقف المغرب، ما "يؤكد أن رد فعل المغرب كان قوياً، خاصة وأنه لقي دعماً من طرف الدول العربية والإسلامية وعدد من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وعبر هؤلاء صراحة عن رفضهم للمس بأمن وسلامة المغرب عبر دعم الجبهة الانفصالية". كما أن حديث نصر الله في هذا السياق، "يظهر أن الحزب وجد نفسه في موقف حرج وحصر في الزاوية، خاصة وأن قوى إقليمية ودولية لم تشكك في حجج ودلائل المغرب، ولم تعلق بالسلب على موقفه".
خرجت نصر الله، تأتي بعد يومين من حوار أجراه وزير الخارجية ناصر بوريطة مع قناة "فوكس نيوز"، كشف خلاله أن التوتر بين المغرب وحزب الله بدأ منذ اعتقال رجل الأعمال المقرب من الحزب اللبناني تاج الدين قاسم العام الماضي، وتسليمه للولايات المتحدة الأمريكية، وكشف بوريطة خلال الحوار ذاته، أن الحزب هدد المغرب، وقدم دعماً عسكرياً لجبهة البوليساريو عبارة عن صواريخ واستشارة عسكرية.