سلطت وكالة "إيفي" الإسبانية الضوء على مدى تأثير الصيام على تحضيرات الرياضيين وعلى رأسهم لاعبي المنتخبات الكروية، اللذين دشنوا استعداداتهم لخوض غمار نهائيات كأس العالم روسيا 2018، بعد 14 يوماً.
نبيل معلول مدرب المنتخب التونسي لكرة القدم، قال في تصريح لوكالة الأنباء، إن التحضيرات لنهائيات المونديال بالنسبة لمجموعته لن تتأثر بالصيام، لأن اللاعبين تعودوا على الأمر، والاستعداد في شهر رمضاء يمر في أجواء عادية وجيدة.
رأي معلول جاء مناقضا لأخصائي التغذية، والأطباء، وأيضا مدربي اللياقة البدنية، الذين أكدوا أن الوظائف الأساسية للجسم تتغير حسب 3 معطيات، الأول متعلق بالتغذية، ثم ساعات النوم، والترطيب، وهو ما يحد من قوة العضلات بجسم الإنسان، ويقلل التفاعل ثم التركيز بالنسبة للاعبين المسلمين الذين اختاروا الصيام خلال فترة التداريب أو المباريات.
أما توني جيرون، مدرب المنتخب التونسي لكرة اليد فقد أكد أن للصيام تأثير على اللاعبين، معلقا: "علينا كمجموعة تستعد منذ الآن لخوض منافسات الألعاب المتوسطية، التكيف مع صيام اللاعبين وتغيير توقيت الحصص التدريبية".
وأضاف: "ما نقوم به هو برمجة حصة تدريبية خفيفة قبل موعد الإفطار، تفاديا لحصول أي مضاعفات أو حدوث مشكل صحي للعناصر الرياضية.. نحن نتكيف مع الأمر".
وأوضح المدرب، صاحب الخبرة الكبيرة بالوطن العربي، أن التمارين الرياضية تقتصر على الشق التكتيكي خلال الصيام أو داخل قاعة رياضية، إذ يتم تفادي التداريب التي تتطلب التحاما بين اللاعبين، مخافة إصابتهم.
وحسب المصدر ذاته، فإن الصيام قرار حر له علاقة بمعتقدات الأشخاص بدرجة أولى، والشريعة الإسلامية وضعت استثناءات عديدة.
إمام في أحد مساجد الرئيسية في شمال تونس، أوضح في تصريح لـ"إيفي" أن الصيام إلزامي خلال رمضاء على المسلمين، لكن هنالك حالات يسمح فيها بالإفطار، كالسفر في رحلة لأزيد من 90 كيلومترا، أو تسبب الصيام بضرر للشخص..
"في المسابقات المحلية أو الدولية بين الدول والفرق الإسلامية خلال شهر رمضان ، يتم تأجيل انطلاق المنافسات حتى الساعة العاشرة مساء، بحيث يكون لدى اللاعبين الوقت لتناول الطعام وأخذ قسط قصير من الراحة"، يشير التقرير ذاته.
وأثير جدل واسع داخل إنجلترا بخصوص الثنائي ساديو ماني والمصري محمد صلاح من صفوف ليفربول، اللذين فضلا الاستعداد لنهائي دوري أبطال أوروبا وهما صائمان، وهو ما حصل أيضا مع اقتراب انطلاق المونديال، بمشاركة 5 منتخبات مسلمة بدور المجموعات كالسعودية ومصر والمغرب وإيران، في حين سيكون التونسيون الأوفر حظا حيث سيخوضون أول مباراة بكأس العالم أمام إنجلترا، في 18 يونيو المقبل، أي مباشرة بعد شهر رمضان.