نبهت الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي، إلى أن الممارسة الدينية في المغرب تعرف فوارق وتمييزا بين مختلف الديانات بالمملكة، مضيفة أن المسيحين والشيعة يتعرضون لـ"تضييق قانوني ومجتمعي"، مقارنة بغالبية السكان المسلمين.
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الثلاثاء، تقريرها السنوي حول الحريات الدينية في العالم لسنة 2017. وأشار التقرير إلى أن دستور المملكة المغربية يضمن حرية التفكير والتعبير، وكذلك "ممارسة الشعائر الدينية"، لكنه بالمقابل يمنع كل محاولة للتأثير على المسلمين لتغيير معتقداتهم ودينهم.
ويضيف تقرير الخارجية الذي كشف الحالة الدينية بالمغرب، أن الحكومة "اعتقلت واستجوبت بعض المغاربة المسيحيين حول اعتقاداتهم واتصالاتهم، وضغطت على آخرين للتخلي عن معتقداتهم"، كما تعرض بعضهم إلى مضايقات في واضحة النهار خلال شهر رمضان. بالإضافة إلى التضييق على الشيعة والبهائيين، الأمر الذي "اضطر هؤلاء إلى عقد اجتماعاتهم وممارسة شعائرهم في سرية وتخوف".
وعلى الرغم من أن القانون يسمح بالترخيص للجماعات الدينية كجمعيات، إلا أن السلطات، بحسب التقرير، رفضت السماح بتسجيل بعض الأقليات الدينية بتلك الطريقة. كما أشارت الخارجية إلى أن وزير الأوقاف سبق له أن استخدم مصطلح "الفيروس"، أثناء حديثه عن تواجد المسيحيين والشيعة بالمغرب.
بهذا الصدد، أضاف التقرير أن وزارة الأوقاف حاولت في سنة 2017 السيطرة على المجال الديني بشكل "أقل تطرفا"، وذلك بمراقبة الخطب بالمساجد والكتب المدرسية وبوسائل الإعلام الإذاعية والمرئية، وكل ما يخالف المذهب المالكي الأشعري، أو ما يحرض على العنف.
من جهة أخرى، يشير التقرير إلى أن الحكومة تتسامح مع أنشطة حركة "التوحيد والإصلاح"، التابعة لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، "دون شروط أو قيود"، لكنها بالمقابل؛ لا ترخص لجماعة "العدل والإحسان" الإسلامية والواسعة الانتشار، "وتضيق على أنشطتها، ولا تمنحها درجة كبيرة من الحرية".
الأديان بالأرقام
يقدر تقرير الخارجية أن غالبية سكان المغرب مسلمون بنسبة 99 بالمائة، في حين يمثل الشيعة 0.1 بالمائة، ونسبة أقل من 1 بالمائة، تضم المسيحيين واليهود والبهائيين.
ويبلغ عدد اليهود بالمغرب ما بين 3000 إلى 4000 يهودي، يقيم منهم 2500 بمدينة الدار البيضاء، فيما الآخرين موزعين بكل من الرباط ومراكش ومدن أخرى. ويصل عدد المسيحيين، بحسب التقرير، ما بين 2000 و 6000 مواطن مسيحي متواجدين بالمناطق الحضرية بأرجاء المملكة.
الشيعة المحسوبين على الإسلام، يرجح التقرير عددهم إلى 1000 و2000 شيعي مقيم، أغلبهم قاطنين بشمال المغرب، وقادمين من لبنان وسوريا والعراق.
أما فيما يخص الديانة الأحمدية، قيؤكد التقرير أن لهم حضور كذلك، إذ يقدر عددهم بـ 600، فيما يصل عدد الطائفة البهائية إلى ما بين 350 و400 عضو موزعين على المملكة.