قضايا التعذيب التي تورط فيها الجنرال فرانسيسكو فرانكو مازالت تلاحق الرجل حتى بعد مماته؛ أي بعد 40 سنة على انتهاء حقبة القائد العسكري، الذي عاش بالمغرب خلال فترة توليه مهمة محاربة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ورجاله.
الوكالة الإسبانية للأنباء "إيفي" كشفت قصة بينيديكتو سالميرون، حفيد رجل أعدم بقرار من الجنرال في المغرب خلال فترة الحماية، حيث تشبث باللجوء إلى القضاء للتحقيق في القضية الشهيرة تبناها القضاء الأرجنتيني (الوحيد في العالم الذي يحقق بجرائم صنفت ضد الإنسانية خلال فترة نظام فرانكو).
ويعود تاريخ الواقعة إلى يوليوز 1936، وتحديدا إلى أولى أيام الانتفاضة العسكرية التي قادتها الوحدات العسكرية تحت قيادته، وراح ضحيتها جد المشتكي.
وبالرغم من أن القضاء الأرجنتيني أكد، في فبراير الماضي، أن الواقعة لا يتوافق دمجها ضمن سلسلة التحقيقات المتعلقة بجرائم الجنرال، نظرا لوقوعها خارج الأراضي الإسبانية وتحديدا بالمغرب، إلا أن ماكسيكو كاستكس، أحد محاميي الدفاع قدم قبل يومين آخر استئناف أمام المحكمة الاتحادية للنقض الجنائي.
وطالب الدفاع بالانتقال إلى مدينة تطوان وتحديدا المقبرة الأوروبية، لاستخراج الجثة، وهو المطلب الأول للعائلة والحفيد الذي يتابع القضية، خصوصا وأن الحجج المقدمة تفيد أن الرجل تم اعتقاله في يوليوز 2018، وأرسل إلى السجن، حيث تم تعذيبه وإعدامه.
وأوضح المحامي في تصريح لـ"إيفي" من "بوينس أيرس"، أن عدم إدراج الشكاية ضمن سلسلة جرائم الإنسانية كان بطلها فرانكو، سيكون الأمر بمثابة تمييز، فقط لأن الواقعة حدثت خارج الأراضي الإسبانية، وبالبلد المجاور المغرب.
وأضاف المتحدث ذاته: "للأسف على العدالة أخذ مجراها، ففي هاته الحالة تم احتجاز وتعذيب وإخفاء ثم إعدام، رجل تعاون ودافع عن إسبانيا آنذاك، إنها جريمة متكاملة المعطيات، وبشكل عام القضاء الإسباني وجد صعوبات في فتح القضية من جديد، باعتبار هاته الجريمة ستعيد لأذهان الشعب الجروح التي لم تشفى منها عائلات ضحايا فرانكو".
وأشار المحامي إلى أن الحفيد يطلب باختصار بفتح القضية من جديد للسماح له باستعادة بقايا عظام جده، وإعادة دفنها كما طلب منه والده، معلقاً: "لا يمكن أن يكون الأمر مخيفا، فنحن لا نريد فتح جراح الماضي، بل الهدف إغلاقها بشكل نهائي".
جدير ذكره، أن المحكمة ستحسم خلال الساعات المقبلة، الطلب الذي تقدمت به الأسرة، لتضمين الشكوى ضمن التحقيقات الشهيرة في عهد الجنرال، وهي الخطوة التي ستسمح لهم باستعادة قبر الجد من تطوان، ودفنه بإسبانيا.