سابقة في إسبانيا.. سانشيز يؤدي اليمين رئيسا للحكومة دون وضع كفه على الإنجيل

أ.ف.ب / تيلكيل

أدى الاشتراكي بيدرو سانشيز اليمين الدستورية رئيسا لحكومة جديدة في إسبانيا غداة حجب البرلمان الثقة عن ماريانو راخوي في اعقاب تصاعد الغضب اثر تورط حزبه المحافظ بالفساد.

خبير اقتصادي على رأس الحكومة

وأدى سانشيز وهو خبير اقتصادي يبلغ من العمر 46 عاما ويعد حديث العهد في شؤون الحكم، القسم أمام الملك فيليبي السادس في قصر "لاثاراثويلا" قرب مدريد.

وقال سانشيز "أعد بأن أؤدي مهام رئيس الوزراء بإخلاص وبضمير وولاء للملك وحماية الدستور أساسا لحكم الدولة والحرص على حمايته". وأدى اليمين الدستورية بحضور راخوي دون وضع يده على الإنجيل أو صليب، في بادرة هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء.

وما زال يتعين على الزعيم الاشتراكي تعيين أعضاء حكومته، ولن يستطيع تولي مهامه إلا بعد نشر اللائحة في الجريدة الرسمية في الأيام المقبلة.

وتأتي إطاحته براخوي المؤيد للاتحاد الأوروبي والبالغ من العمر 63 عاما، في وقت تشهد أوروبا حالة من انعدام الاستقرار السياسي فيما تأتي إيطاليا بحكومة مشككة بالأورو ومناهضة لمؤسسات النظام.

ولكن حتى إذا ترأس حكومة أقلية بدعم من خليط من الأحزاب غير المتجانسة مثل حزب "بوديموس" اليساري المتطرف والانفصاليين الكاتالونيين، فقد وعد سانشيز بأن تكون "أهم أولوياته" احترام تعهدات مدريد أمام الاتحاد الأوروبي بخفض العجز. كما وعد بعدم المس بميزانية 2018 التي أقرتها حكومة راخوي المحافظة.

ويمثل وصول سانشيز إلى رئاسة الحكومة عودة مذهلة لرجل أوقع حزبه الاشتراكي في هزيمتين في الانتخابات العامة في 2015 و2016، وأجبره جهاز الحزب الاشتراكي العمالي على الاستقالة. لكن خسارته لم تدم طويلا. فقد أعاد نشطاء حزبيون انتخابه رئيسا للحزب في انتخابات داخلية في ماي 2017. ولكن حتى في تلك الفترة غالبا ما كان الاشتراكيون مهمشين، فيما احتل حزب "بوديموس" و"سيودادانوس" المشهد السياسي.

وكل ذلك تغير في 25 ماي عندما قدم الاشتراكيون مذكرة حجب ثقة عن راخوي، بعد يوم على إدانة محكمة مسؤولين سابقين في الحزب الشعبي بتلقي رشى مقابل منح عقود حكومية في مخطط فساد كبير بين 1999 و2005.

واصطفت أحزاب معارضة أخرى ضد راخوي الذي تخلى عنه حلفاؤه أيضا.

وصوتت غالبية من 180 نائبا مع مذكرة حجب الثقة الجمعة على وقع تصفيق وهتاف "نعم نستطيع".

وقبل دقائق على التصويت قال راخوي في البرلمان "كان شرفا لي أن أحكم اسبانيا، ولا شرف يعلو عليه".

لاعب السلة يدخل من "الباب الخلفي"

وفي تصريحاته الأولى بعد تصويت البرلمان على مذكرته بحجب الثقة وعد سانشيز، لاعب كرة السلة السابق، بالتصدي "بتواضع لكل التحديات التي تواجهها البلاد".

لكن عليه أن يبذل جهودا حثيثة ليثبت قدرته على الحكم إذ أن الاشتراكيين يحتفظون بـ84 مقعدا فقط في البرلمان الذي يضم 350 مقعدا.

وشدد جميع حلفائه في مذكرة حجب الثقة على أن تصويتهم ضد راخوي لا يمكن اعتباره شيكا على بياض لسانشيز.

وعبر خوان تاردا من حزب "إسكويرا ريبوبليكانا دي كاتالونيا" المؤيد للاستقلال عن ذلك في البرلمان بالقول "التصويت بنعم لسانشيز هو تصويت بلا لراخوي".

وسيتمكن سانشيز فقط من تطبيق مبادراته السياسية "التي تسمح له بالحصول على غالبية سهلة" في البرلمان، بحسب فرناندو فايسبين، الخبير السياسي لدى جامعة مدريد المستقلة.

وقال النائب عن الحزب الشعبي رافايل هرناندو إن سانشيز سيدخل مكتب رئيس الوزراء "من الباب الخلفي" بعد الفشل في الفوز في أي انتخابات عامة.

وسانشيز ملزم منذ البداية بتعهدات باحترام ميزانية راخوي لعام 2018، والتي تتضمن تنازلات كبيرة لمنطقة الباسك (شمال).

كما قال إنه يريد "بناء جسور" مع الحكومة الانفصالية الجديدة في كاتالونيا برئاسة كيم تورا، والتي تولت مهامها السبت.

وستقدم الأحزاب التي دعمت سانشيز مطالب لن يحققها، بحسب ما توقع بيدرو فرنانديز المتقاعد البالغ من العمر 68 عاما، أمام البرلمان. وأضاف "عندما لا يفعل ما يريدونه سيذكرونه بأنهم اوصلوه إلى الحكم. وفي خمسة أو ستة أشهر سيكون امام انتخابات جديدة أو يطيحون به".