مثل أي نهائيات لكأس العالم في كرة القدم منذ العام 1970 ستكون دورة موسكو 2018 على موعد مع (كرة) فريدة وجديدة، أطلق عليها (تيليستار 18)، بها ستلعب الفرق المتبارية مختلف المباريات ال 64.
صممت هذه الكرة وصنعت من قبل شركة (أديداس) الألمانية التي تتولى منذ العام 1970 صناعة (كرات) جميع نهائيات كأس العالم بموجب اتفاقيات شراكة تربطها بالاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.
وخلال تقديمها رسميا في حفل نظم بموسكو في 9 نوفمبر 2017 ،اعتبرت (تيليستار 18) نموذج كرة من الجيل الجديد، أكثر احترافية وذات مواصفات رفيعة حذيرة بأن تخلف سابقتها (برازوكا) ،التي لعب بها مونديال البرازيل.
واختير إسم هذه الكرة ونموذجها تكريما لنموذج كرة القدم (تيليستار) ،وهو الأول المستعمل خلال نهائيات كأس العالم في العام 1970 بمربعاته البيضاء والسوداء المتوالية.وحسب الشركة المنتجة تتوفر كل كرة على شريحة إليكترونية تبث بيانات مباشرة حول تموقعها وغير ذلك.
وتتكون (تيليستار 18) من ست قطع مغطاة بشريط من الشمع ومرصعة بشعار الشركة المنتجة ،وهي كرة القدم الوحيدة المصنعة في المغرب .
وقبل استعمالها في المونديال عرفت هذه الكرة اختبارات متعددة على مدار الأشهر الماضية من قبل كل من منتخبات الارجنتين وكولومبيا والمكسيك وأندية ريال مدريد ويوفونتيس تورينو وأياكس أمستردام ومانشيستر يونايتد.
لكن هذه الكرة ليس عليها اجماع فقد رفع العديد من الحراس أصواتهم ضد هذا المنتج.
وقال عدد من الحراس العالميين كالألماني مارك اندرى تير-شتيغين والإسباني ديفي دي خيا إن الغطاء الشمعي يجعل التحكم بالكرة أمرا صعبا فهي سريعة الانزلاق.
وقال الأخير إنها تتخذ بعد قذفها "مسارات غريبة“.
وبالمثل، تحدث مارك اندرى تير-شتيغين حول هذه القضية قائلا إنها كرة من الصعب التحكم فيها وسريعة الانزلاق.
وخلال كل مونديال يكتسي تقديم الكرة التي ستلعب بها الفرق أهمية خاصة مثلها مثل أقمصة الفرق المشاركة.
ويعد هذا المنتج في الواقع كنزا تجاريا ،فالشركة المنتجة تبيعها على نطاق واسع بسعر مرجعي يبلغ في موقعها الاليكتروني 35 أورو للكرة الواحدة.
ويعتبر العديدون أن مسألة الكرة الخاصة بالمونديال ومواصفاتها والشركة المنتجة وما إلى ذلك ،مرده بالأساس للعنصر التجاري والتسويقي المرتبط بالمونديال ،وهي أمور جديدة مبتكرة حيث أصبح لكل مونديال كرة تحمل اسما مميزا ومواصفات في الشكل وبالطبع تدر مداخيل بالملايين. فقبل العام 1970 كانت الكرات ،التي تلعب بها نهائيات المونديال ،مصنوعة من الجلد وتحمل لونه، يتم اختيارها من الأسواق قبل أن يتحول الأمر لمسألة بالغة الأهمية رياضيا وتسويقيا ،ويصبح بالتالي كل مونديال معروف بكرة معنية ذات مواصفات خاصة.
فعلى سبيل المثال أصبح اسمها (التانغو) في مونديال الأرجنتين سنة 1978 ، وفي العام 1998 اعتمدت للمرة الأولى كرة بالألوان وسميت في مونديال فرنسا (ذات الألوان الثلاث). وأصبحت الشركة تصمم بالتالي كل أربع سنوات كرة جديدة، لكن جميعها وفق المواصفات ذاتها ،التي أقرتها الفيفا وخصوصا القانون رقم 2 لكرة القدم. كرة يتراوح محيطها ما بين 68 و70 سم وقطرها 22 سم وتزن ما بين 410 و450 غراما ما بين بداية المباراة وباقي أطوارها .
وفي السابق كانت تصنع كرة القدم من 32 قطعة جلد تخاط باليد ،لكن ذلك لم يعد هو القاعدة، فقد تحول الأمر لإنتاج كرات من 14 قطعة جلد تلصق فيما بينها بالحرارة لتصبح أكثر صلابة.
وعوض الجلد أصبحت تصنع لاحقا بمواد خفيفة وأكثر صلابة، وأصبحت في مونديال جنوب إفريقيا كرة من ثمان قطع تلصق بالحرارة المفرطة مع التخفيف من نسبة الجلد ،ما جعل منتقديها يطلقون عليها ”كرة الشاطئ“.
ثم أصبحت في مونديال روسيا ست قطع تلصق بالحرارة المفرطة ومغطاة بالشمع وبها شريحة إليكترونية للتتبع والتواصل المباشر مع مواقع التواصل الاجتماعي .