بعثت إحدى الهيئات التي تعنى بالدفاع عن حقوق المشاهد، ملاحظاتها إلى الهيئة العليا للسمعي البصري (الهاكا)، حول "تجاوزات" البرامج التلفزية خلال شهر رمضان.
مع اقتراب نهاية شهر رمضان، الذي عرضت خلاله القنوات العمومية، ككل سنة، كمّا "هائلا" من البرامج والوصلات الإشهارية، تقدمت الجمعية المغربية لحقوق المشاهد بمجموعة من الملاحظات، رصدتها خلال عرض برامج تلفزية في القناتين المغربيتين (الأولى والثانية).
وسجلت الجمعية "وجود مجموعة من التجاوزات الكثيرة المتكررة للأسقف والحدود المسموح بها لإدراج الوصلات الإشهارية، حسب مقتضيات دفاتر تحملات القنوات الوطنية الموقعة مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري"، والتي تتعلق بـ "الحدّ الأقصى للمدة الزمنية الإجمالية للإشهار خلال ساعة مسترسلة والحدّ الأدنى للمدة الفاصلة بين وصلتين إشهاريتين، وكذا الحدّ الأقصى لكل وصلة إشهارية كما تحددها دفاتر التحملات"، وفق الجمعية.
وتضيف الجمعية، في بلاغ توصل "تيل كيل عربي" بنسخة منه، أن القناتين لم تلتزما "بمقتضيات المادة 53 حول احترام الشخص (..) التي تأمر بمراعاة قواعد التحفظ عند بث الصور أو الشهادات التي من شأنها إهانة الأشخاص"، وتقصد بذلك الجمعية الإشهار الذي تطرق إليه الموقع سابقا، مشيرة إلى "بث إشهار يهين الأساتذة وهيئة التدريس كافة".
كما جاء في الملاحظات "عدم احترام خصوصية الجمهور الناشئ والجمهور عموما، خلال ذروة المشاهدة، عن طريق بث مشاهد عنف والتهديد بالقتل"، بالإضافة إلى "تعمّد تقديم وصلات إشهارية للفوطة الصحية الخاصة بالنساء خلال وقت الإفطار، بطريقة تسيء إلى صورة المرأة"، تقول الجمعية.
من حيث اللغة المستعملة في البرامج الرمضانية، شددت جمعية حقوق المشاهد، كذلك على القناتين "عدم مراعاة التنوع اللسني، وفق منطوق المادة 32 التي تنص على تخصيص مدة شبكة المرجعية بنسبة 80% للبرامج باللغة العربية السليمة والمبسطة واللغة الأمازيغية واللهجات والتعبيرات اللسنية العربية واللسان الصحراوي الحساني، و20% للبرامج باللغات الأجنبية"، مضيفة أن "الكثير من الإنتاجات التلفزيونية المقدمة خلال وقت الإفطار يغلب عليها الإسفاف في اللغة والانحطاط من التعبيرات والإيماءات المبتذلة".
في نفس المراسلة إلى "الهاكا"، قالت الجمعية إن البرامج الرمضانية غلب عليها "التركيز على الترفيه الفج خلال أوقات ذروة المشاهدة، وعدم تقديم شبكة برامجية تبرز التنوع الثقافي والفني والحضاري لمختلف جهات المغرب"، بالإضافة إلى "وجود تكرار لنفس الوجوه الفنية في معظم الإنتاجات التلفزيونية الرمضانية، وعدم إتاحة الفرص لفنانين آخرين، لهم مكانتهم هم أيضا لدى المشاهد المغربي".
من جهة أخرى، استنكرت الجمعية فقرات الكاميرا الخفية، "التي يكتشف الجمهور باستمرار كونها مفبركة ومستنسخة استنساخا رديئا من برامج أخرى عربية وغربية"، حيث اعتبرتها المراسلة، "استنزاف للمال العمومي الذي تستفيد منه شركات إنتاج بعينها".
وتبتغي الجمعية في مراسلتها هذه للهيئة العليا للسمعي والبصري، بحسب البلاغ، "تطبيق الجزء الثاني من المادة 14 لدفاتر تحملات القنوات الوطنية، المتعلق بقياس نسبة المشاهدة والاستماع، والتي تركز على معرفة رضى الجمهور المستهدف من طرف القناة أو الإذاعة، والأخذ بملاحظاته واقتراحاته ودرجة تتبعها والتفاعل معها"، وفق الجمعية.