بالصور.. سقوط شبكة تزوير آلاف الأطنان من الكتب في المغرب يتزعمها مصري

عبد الرحيم سموكني

تفجرت أكبر عملية قرصنة وتقليد للكتب يعرفها تاريخ المغرب الثقافي، بعد أن اعتقل يوم أمس الأربعاء المتهم الرئيسي في هذه القضية وهو مصري ستيني.

وكشفت مصادر مطلعة على الملف أن المواطن المصري المقيم في المغرب، قدم اليوم أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية في عين السبع، بعد أن كان أمر بوضع ثلاث متهمين مغاربة رهن الحراسة النظرية لتعميق البحث معهم.
وبدأت فضيحة تقليد كتب وبيعها في المغرب قبل شهرين، وحسب المصدر ذاته، فإن المواطن المصري يعمد إلى استيراد كتب بكميات هائلة من الخارج، وإدخالها إلى المغرب كل سنة في توقيت المعرض الدولي للكتب بالدارالبيضاء، حتى يستفيد من الإعفاء الضريبي والرسوم الجمركية، ثم يعمد إلى تخزينها في ثلاث مخازن، اثنين في مدينة سلا وواحد بحي البرنوصي في الدارالبيضاء.

وحسب مصادر "تيل كيل عربي" فإن عملية القرصنة وتقليد الكتب، تستهدف كتبا مشهورة وتشهد إقبالا ككتب أمين معلوف مثلا أو علاء الأسواني أو إليف شافاق، ويقوم المصري بطباعتها سرا في مصر، ثم إدخالها إلى المغرب في التوقيت المتزامن مع معرض الدارالبيضاء، غير أن وجهتها تكون المخازن السرية، عوض رفوف أروقة المعرض.

وحسب المصادر ذاتها، فإن القضية تفجرت عندما فطن بعض أصحاب دور النشر المغربية إلى وجود كتب مغربية خاصة "التقنية" والتي يعتبر سعرها مرتفعا، مزورة وغير تابعة لدور النشر التي أصدرتها، وتكلفت بطباعتها، لتجد كتبها تباع في أماكن أخرى وبأسعار مغايرة، كما أنها لا تحمل اسم الناشر الحقيقي.
وتضيف المصادر أن شكاية من طرف بعض الناشرين حرت الفرقة الولائية بالدارالبيضاء، التي بدأت بتتبع خيوط القضية، لتعثر على مصدر بيع أولي للكتب المقلدة، فقادتها التحقيقات إلى اكتشاف مخازن سرية، تضم آلاف الأطنان من الكتب.
وحسب مصادر "تيل كيل عربي"، فإن هذه العملية عرفت مشاركة مصالح الجمارك والضرائب غير المباشرة بالإضافة إلى مكتب الصرف ومديرية الضرائب.

وسبق وداهمت مصالح الأمن محلات، ومستودعات، لبيع وترويج وحفظ الكتب المقرصنة، بعد شكاية لجمعية للكتبيين والناشرين، في كل من سلا، والبرنوصي بالدار البيضاء، واعتقال الناشرين، والموزعين لآلاف الكتب والعناوين المقرصنة، سواء مغربية أو غربية أو أجنبية، وأقفت مجموعة من المتهمين، ضبطوا في عين المكان، أطلق سراحهم بعد الاستماع إلى أقوالهم، قبل أن يقرر وكيل الملك وضعهم تحت تدبير الحراسة النظرية.

ولا تستثني هذه الشبكة تقليد أي كتاب كان، سواء كان روايات شهيرة كروايات منيف أو روايات عالمية لدوستيوفسكي، أو القواميس الباهضة الثمن، أو الكتب العلمية والتقنية.