دعوة مقاطعة جديدة تستهدف دواء إسرائيليا يباع في المغرب

عبد الرحيم سموكني

انطلقت حملة مقاطعة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف دواء (SPASFON) الذي يصنع في المغرب بموجب رخصة العملاق الصهيوني للدواء (TEVA) من طرف شركة مغربية لصناعة الأدوية والتي تروجه في الصيدليات المغربية.

وأطلق ناشطون مغاربة من دعاة المقاطعة (BDS) ومحاربة التطبيع مع الاحتلال عريضة على موقع "أفاز" الشهير، لثني المغاربة على شراء دواء "سباسفون" (SPASFON) الذي يعتبر مهدئا ضد الآلام.
وقال سيون اسيدون الناشط الحقوقي وأحد دعاة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية (حملة BDS) في تصريح لـ"تيل كيل عربي" إنه عكس أوروبا التي كثيرا ما توجد فيها منتجات الاحتلال في الشبكات التجارية الكبرى، ففي بلداننا كالمغرب، وإلى حد الآن، قليلة هي منتجات الاحتلال المعروضة مباشرة على المواطنين. أضف إلى هذا أن الفاعلين التجاريين يلجؤون إلى تضليل هويتها، إما عن طريق إعادة التعليب أو انتحال بلد منشأ آخر، كما يقع مع التمور الإسرائيلية التي تدخل المغرب رسميا بتنسيبها إلى الأردن أو بالتهريب وتنسب إلى الأردن أيضا بل حتى إلى المغرب، و نفس التمور المهربة يجري التخلص من علبها الأصلية، وتباع بالجملة دون تغليف.

ويوضح اسيدون أن حملة مقاطعة دواء "سباسفون" (SPASFON) تأتي في إطار مقاطعة منتجات الإحتلال، خاصة إن علمنا أن الشركة صاحبة براءته هي الشركة الإسرائلية "تيفا" (TEVA)، العملاقة في صناعة الأدوية الجنيسة (génériques) والتي تعتبر أقوى شركة على الإطلاق في النسيج الاقتصادي لدولة الاحتلال.

وحسب أسيدون فإن المغالطة الكبرى هي أن شركة الصناعة الدوائية في المغرب، والتي يوجد مقرها في مدينة أكادير، تمارس تضليلا من نوع خاص، إذ تشير علب "سباسفون" (SPASFON) إلى أن التصنيع جرى بترخيص من شركة "سيفالون" (CEPHALON) الأمريكية، لكن هذه الشركة لم تعد موجودة على الإطلاق، بعدما استحوذت عليها "تيفا" (TEVA) سنة 2011، بغلاف مالي وصل إلى 6.8 ملايير دولار.

وحسب المصدر نفسه وكجواب مسبق لمن يزعم أن مثل هذه المقاطعة من شأنها إلحاق ضرر بالاقتصاد المغربي ويمكن أن تتسبب في فقدان مناصب شغل إلخ، أن هذا الطرح غير صحيح في هذه الحالة لأن شركة الأدوية المغربية لديها رخص تصنيع أدوية عديدة من جهة، ويمكن لها اللجوء إلى استبداله بدواء معادل، لكن بالمقابل فإن من شأن مقاطعة هذا الدواء أن توقف سيلا هاما من الموارد المالية المغربية نحو الاحتلال، حيث أنه ستحرم الشركة الإسرائيلية الأم من مداخيل هامة، خاصة وأن هذا الدواء يلقى رواجا كبيرا بالمغرب، كما أنه ليس دواء مرض مزمن، حتى نقول إن مقاطعته ستضر بالمرضى، ويتابع اسيدون "إنه مجرد مسكن لآلام الأجهزة الباطنية ومضاد للتشنج، وله بدائل كثيرة في الصيدليات".

ورغم محاولاته المتكررة الاتصال بشركة "زينيت فارما"، فشل "تيل كيل عربي" في الحصول على وجهة نظرها باعتبارها الشركة الحاصلة على ترخيص من "تيفا" الإسرائيلية، وأيضا احتفاظها باسم الشركة الأمريكية المنحلة، والتي ابتلعتها "تيفا" سنة 2011، إذ ظل هاتف مسؤولها الأول حميد وهبي يرن دون جواب، ليومين متتاليين، رغم بعث رسالة قصيرة تطلب وجهة نظره في الموضوع.