صدم مؤتمر اتحاد كتاب المغرب متتبعي الشأن الثقافي والأدبي في البلاد، بعدما انفضت أشغال جلسته الافتتاحية على إيقاع الفوضى والهرج والمرج، على إثر كيل اتهامات متبادلة بين أعضاء مكتبه التنفيذي المنتهية ولايته، ما دفع الجهة المنظمة إلى رفع أشغال الجلسة الافتتاحية للنسخة التاسعة عشرة من المؤتمر، والتي احتضنها المركز الثقافي أحمد بوكماخ في مدينة طنجة، مساء الجمعة.
المناوشات بدأت، حسب مصادر حضرت أشغال المؤتمر، عندما صعدت الكاتبة ليلى الشافعي إلى المنصة، وشرعت تتحدث من دون مكروفون إلى الجمهور في نفس الوقت الذي كان رئيس المنظمة عبد الرحيم العلام يتلو الكلمة الترحيبية، قبل أن تتفاعل القاعة مع هذا المشهد بشعارات احتجاجية مرددة "ارحل ارحل ارحل" وعبارات شفوية تحمل رسائل عتاب إلى الرئيس المنتهية ولايته.
ويبدو أن اللغط، الذي هيمن على فقرات الجلسة الأولى للمؤتمر، أثار امتعاض عدد من الكتاب الحاضرين من بينهم حسن نجمي، الرئيس السابق للاتحاد، والذي سارع إلى أخذ المكروفون موجها كلمة تقريع شديدة اللهجة إلى المنظمين، حيث قال بلكنة لا تخلو من الاستياء: "من المفروض أن يتناول الكلمة في الجلسة الافتتاحية رئيس الاتحاد أولا، لكي يضعنا في صورة وتركيبة المؤتمر، ويخبر الحاضرين حول ما إذا كان النصاب القانوني متوفرا أم لا في الجلسة الافتتاحية".
وعاتب نجمي القيادة الحالية لاتحاد كتاب المغرب استغلال المركز الثقافي أحمد بوكماخ، بعد عرضه ضمن حصيلة المنجزات، حيث أوضح قائلا؛ "المراكز ليس منجزا لقيادة اتحاد كتاب المغرب، إنها هبة ملكية فوق كل دعاية انتخابوية رخيصة"، على حد تعبيره.
غير أن الرئيس المنتهية ولايته عبد الرحيم العلام قاطع حديث زميله، قائلا "هادي جلسة افتتاحية الله يخليك"، إلا أن الكاتب حسن نجمي رد بنبرة أكثر قوة "إذا سمحنا بالجلسة الافتتاحية أن تمر بهذا الشكل الرخيص فهو غير مقبول تماما، ما يحدث الآن عملية دعائية رخيصة لا تشرف تاريخ المنظمة".
في خضم ذلك، تدخل عدد من الحاضرين لاحتواء الصراع بين المتخاصمين ورأب هوة الخلافات الحادة التي انفجرت فيما بينهم، غير أن تلك المحاولات الحثيثة فشلت في تهدئة الأمور وإعادة الاستقرار لأشغال المؤتمر، الأمر الذي دفع اللجنة التحضيرية للمؤتمر لرفع الجلسة الافتتاحية دون إتمام فقراتها الرئيسية، ومن بينها تكريم عدد من الوجوه الأدبية والإبداعية والاحتفاء بها عرفانا بمنجزاتها.
وصباح أمس السبت، اجتمع المؤتمرون مجددا في مكتبة المركز الثقافي أحمد بوكماخ بعد وساطة غيورين على الشأن الثقافي، إلا أن استمرار مطالب بعض الكتاب بتفعيل مبدأ المحاسبة قبل المرور إلى فقرة انتخاب المكتب التنفيذي الجديد، تسببت في شنآن وتوتر حاد، ليتدخل الرئيس عبد الرحيم العلام معلنا عن تأجيل المؤتمر إلى آخر استثنائي سيعلن عن موعده في وقت لاحق.