ساعات قليلة تفصل عشاق الساحرة المستديرة في العالم عن أول مباراة نصف نهائي النسخة 21 للمونديال، والتي ستجمع المنتخب البلجيكي بنظيره الفرنسي، على أرضية ملعب "كريستوفسكي" في سان بيطرسبرغ الروسية.
فرنسا التي نجحت في إقصاء الأوروغواي بربع النهائي وبصمت على مشوار مثالي بالبطولة، تراهن على إعادة الأفراح 1998 بحمل الكأس الذهبية إلى عاصمة الأنوار، أمام خصم بلجيكي أزاح بدوره البرازيليين من المسابقة، في وقت كانت الأرقام والإحصائيات لصالح نيمار ورفاقه.
وتعد مباراة اليوم الثالثة في تاريخ ثنائي أوروبا، حيث التقى الفرنسيون بالبلجيكيين في كأس العالم 1938، ثم نسخة 1968.
حكم المباراة
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" قبل ساعات من الآن، اختيار أندرياس كونيا من الأوروغواي لقيادة المباراة الأولى بدور النصف.
النسخة 21 للبطولة الكروية لم تعرف احتجاجات كبيرة على اختيارات قوائم حكامها، في وقت تم توجيه ملاحظات قوية من طرف مجموعة من المنتخبات لتقنية "الفيديو" بمرحلة دور المجموعات، إذ اعتبرها العديدين النقطة السوداء الوحيدة بكأس العالم روسيا 2018.
دكة الاحتياط
من بين العوامل الأساسية التي تصنع الفارق بكبرى المسابقات القارية والعالمية، سواء بين المنتخبات الوطنية أو الأندية، تتعلق بقيمة دكة البدلاء.
فرنسا، بقيادة ديدييه ديشامب، تتوفر على منتخب ثان بدكة الاحتياط، وهو المعطى الذي يمنح رفاق ديمبيلي أفضلية طفيفة على بلجيكا، في لقاء الحسم.
"الديكة" يتوفرون على أسماء قوية من طينة عثمان ديمبيلي، نجم برشلونة الواعد، وتوليسو، إضافة لماتويدي ونبيل فقير، وكلها أسماء قادرة على صنع الفارق بالمستطيل الأخضر، كما ظهر جلياً في اللقاءات التي تلت الدور الأول للبطولة.
مبابي وهازارد
سطع نجم كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان، بشكل لافت خلال البطولة الكروية المقامة في روسيا، بعد أن تحول الاهتمام من كبار منتخبات القارة إلى لاعبين شبان تمكنوا من التقدم مع منتخباتهم صوب الأدوار النهائية بثبات.
فبعد إقصاء إسبانيا، والبرتغال والأرجنتين، إضافة لبطل نسخة 2014 ألمانيا من "المونديال" مبكرا، خطف آخرون الأضواء لتكون انطلاقتهم الحقيقية من بوابة المسابقة الأضخم بالعالم.
إيدين هازان، لاعب "تشيلسي" الإنجليزي بدوره توج في مناسبتين كأفضل لاعب ببلجيكا خلال البطولة، وأعاد النقاش مجدداً حول دخوله مجددا بقائمة الأحسن عالميا، مع الثنائي ميسي ورونالدو اللذين احتكرا الجوائز الفردية بالفترة الأخيرة، وتراجع أداء نيمار، لاعب منتخب البرازيل بسبب الإصابة.
الاستثناء بالمربع الذهبي
سيخلق روبرتو مارتينيز الاستثناء مجددا في المربع الذهبي للمونديال، إذ يعد الإطار الأجنبي الوحيد بين قائدي المنتخبات الثلاث المتأهلة (فرنسا – كرواتيا- إنجلترا).
وتولى المدرب الإسباني مهمة قيادة الشياطين الحمر في غشت 2016 تحديدا خلفا لمارك فيلموس، بعد أن فشلت المجموعة في التألق قاريا عبر بوابة "اليورو".
في حين يتولي مهمة مساعدة مارتينيز، نجم الكرة الفرنسية تيري هنري، حيث شكل الطرفان ثنائيا متجانسا وقويا بالمونديال.
أبناء المهاجرين
سلطت الصحافة العالمية الضوء على التركيبة البشرية للثنائي الفرنسي والبلجيكي، في ظل تألق أسماء من أصول إفريقية وعربية بقميص المجموعتين، حيث شكل أبناء المهاجرين نسبة كبيرة من اختيارات ديشامب ومارتينيز.
ويتكون 80 بالمائة من قوام المنتخب الفرنسي من أبناء المهاجرين، فيما تصل النسبة بين صفوف المنتخب البلجيكي إلى 48 بالمائة.
وتعود أصول كيليان مبابي نجم “الديوك الفرنسية” إلى أب كاميروني وأم جزائرية، كما يوجد أيضا في نفس الفريق، صامويل أومتيتي صاحب الأصول الكاميرونية، وبليز ماتويدي من أنغولا، وبول بوغبا من غينيا، ونغولو كانتي من مالي.
وعلى الجانب الآخر، هناك روميلو لوكاكو، نجم بلجيكا، الذي ولد في الكونغو، وهي الدولة التي تعود إليها أصول اللاعبين فيسينتي كومباني وميشي باتشواي، إضافة إلى الثنائي المغربي ناصر الشاذلي ومروان فيلايني، اللذين سبقا لهما التواجد بمنتخب الشبان.