يتواصل اندلاع النيران بواحات تابعة لإقليم طاطا لليوم السادس على التوالي رغم مجهودات رجال المطافئ. وقالت مصادر متطابقة من جماعة تمنارت التي تعرضت واحاتها لأفدح الأضرار، إن النيران ماتزال مشتعلة لغاية صباح اليوم الجمعة.
وأكد عمر بوهوش، رئيس جماعة تمنارت، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، على أن ألسنة اللهب تواصل التهام أشجار النخيل، وأنه رغم مجهودات رجال المطافئ، التي ما إن تنجح في إخمادها، حتى تعود للاشتعال مع حلول المساء، بفعل هبوب الرياح، التي توقد الجمر المدفون، ما يعيد اشتعال النار من جديد.
وقال بوهوش "إن الأمر أشبه بلعنة ضربت هذه الواحات، ما جعل ألسنة اللهب تأتي على آلاف أشجار النخيل طيلة أسبوع تقريبا، فكلما اعتقدنا أنها أخمدت عادت لتندلع في المساء من جديد".
ووفق المصدر ذاته، فإن الإندلاع المتكرر للنار دفع بمصالح الوقاية المدنية التابعة لجماعة فم الحصن إلى المرابطة بجماعة تمنارت البعيدة بحوالي 30 كيلومتر، وأن هناك 3 شاحنات إطفاء بـ13 فردا من عناصر الوقاية المدنية، إضافة إلى سيارة إسعاف، استقرت بشكل مؤقت في الجماعة التي تشتهر بواحات النخيل.
من جهة أخرى، رفض مسؤولو الوقاية المدنية التابعة لإقليم فم الحصن الإدلاء بأي معطيات تقنية حول أسباب استمرار اندلاع النيران بالجماعة، وقال مصدر من الوقاية المدنية، إنه غير مخول للحديث إلى وسائل الإعلام، خاصة بعد توصلهم بتعليمات من الإدارة المركزية تحثهم على عدم التواصل مع وسائل الإعلام بخصوص حرائق الواحات بالمنطقة.
واستيقظ سكان جماعة تمنارت، صباح الاثنين الأخير، على وقع حرائق كثيفة في واحات النخيل، وهي الحرائق التي تندلع للعام الرابع على التوالي في هذه المنطقة الواقعة جنوب تيزنيت وغرب مدينة طاطا.
وكان عمر بوهوش، رئيس جماعة "تمنارت"، كشف في وقت سابق لـ"تيل كيل عربي"، أن حجم الخسائر المادية للحريق في اليوم الأول قاربت 80 ألف نخلة موزعة على واحتين.
وعزا بوهوش لعنة الحرائق التي تصيب المنطقة كل عام إلى عوامل بشرية بالدرجة الأولى، وقال "هناك عوامل بشرية وراء اندلاع هذه الحرائق، إما بسبب الإهمال، أو بسبب فعل إجرامي بهدف تشتيت الانتباه"، ويضيف "ما يجهله كثيرون أن المنطقة لا تبعد سوى بـ60 كيلومتر عن الحدود الجزائرية، ولدينا شكوك في تورط مافيات التهريب في هذه الحرائق، حتى يشتتوا انتباه الأمن والجمارك، لكي يقوموا بتمرير بضائعهم بأمان".