قام المشاركون المغاربة في البرنامج التربوي والعلمي "مخيم الفضاء" بالولايات المتحدة الأمريكية أمس السبت واليوم الأحد، بزيارة للعاصمة الفيدرالية واشنطن استكشفوا خلالها أبرز معالمها الثقافية والحضارية.
وتندرج هذه الزيارة "الثقافية" في إطار برنامج المخيم الذي ينظم مابين 7 و17 يوليوز الجاري بهانتسفيل بولاية ألاباما، بمشاركة تلاميذ متفوقين في مجالات العلوم والهندسة والرياضيات، يمثلون العديد من البلدان حول العالم.
وقد أتاحت هذه الزيارة للتلاميذ المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 15و 18 سنة، ولوج عوالم الفضاء من بوابة " متحف الطيران والفضاء " الذي يستقطب سنويا ملايين الزوار، مانحا إياهم رحلة بحث في تاريخ وعلوم وتقنيات الطيران والطيران الفضائي، بالإضافة إلى علوم الكواكب والجيولوجيا والجيوفيزياء.
كما شملت الزيارة التي توجت أسبوعا حافلا بالأنشطة العلمية، جامعة جورج تاون حيث تعرف المشاركون على مختلف المرافق التي تتوفر عليها وعلى المناهج الدراسية المعتمدة فيها والآفاق الدراسية التي تتيحها.
وتضمن برنامج هذه الرحلة أيضا زيارة، اليوم الاحد، لمتحف "الجاسوسية" الذي يضم أكبر مجموعة من أدوات وتحف التجسس، الى جانب عدد من المواقع والنصب التذكارية المخلدة لأحداث فارقة في التاريخ الامريكي، على أن تتم غدا الانثين زيارة مقر وزارة الخارجية الامريكية ومكتبة الكونغرس ثم البيت الابيض.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت فاطمة الزهراء أبوكير، المسؤولة عن برامج الشباب بالقسم الثقافي في سفارة الولايات المتحدة الامريكية بالرباط ، أن المشاركين المغاربة الذين يمثلون مدن الرباط، والدار البيضاء، والقنيطرة، ومكناس، وسيدي يحيى الغرب، والرشيدية، تم اختيارهم بناء على نتائج مسابقة (السباق نحو الفضاء) التي تتم برعاية من سفارة الولايات المتحدة الامريكية في المغرب والجمعية العلمية المغربية، حيث قام المترشحون المتفوقون في مجالات العلوم والتكنلوجيا والهندسة والرياضيات، بإنجاز أشرطة فيديو قصيرة باللغة الإنجليزية، حول ظاهرة علمية من اختيارهم والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت أبوكير أن المشاركين المغاربة في هذا المخيم استفادوا من برنامج تدريبي مكثف يمتد ل 13 ساعة يوميا، ويمثل ماحاكاة للتداريب التي يخضع لها رواد الفضاء والمهمات التي ينجزونها من قبيل (النزول على سطح القمر والالتحام بالمحطة الفضائية الدولية، والرحلة الى المريخ) فضلا عن دروس في علوم الهندسة والروبوتيك وأنشطة أخرى تتعلق بالقيادة وتنمية الحس الجماعي واختبارات القدرة على التحمل وقيادة الطائرات.
وسجلت أن مساهمة المشاركين المغاربة كانت محط تنويه من قبل المؤطرين المشرفين على مختلف الورشات والاعمال التطبيقية، سواء من حيث الانضباط أو المشاركة الفعالة، مشيرة الى أنهم استغلوا هذا الملتقى الشبابي للتعريف بالمقومات الحضارية والثقافية للمغرب، وكذا التعرف على ثقافات أخرى ونسج صداقات مع مشاركين من مختلف ارجاء المعمور.
وأبرزت أبوكير أن الزيارة الثقافية لواشنطن تأتي استكمالا للتجربة العلمية بالمخيم، معربة عن اعتزازها بالمستوى الرفيع الذي أبان عنه المشاركون المغاربة في هذا البرنامج التربوي.
من جهتها، قالت إيناس عسيوي، مشاركة من مدينة القنيطرة، " لقد أتاح لي مخيم الفضاء الالتقاء بشباب من بلدان أخرى حاملين لثقافات مغايرة وطريقة تفكير مختلفة، كما أنه خول لي الانتقال من الشق النظري للعلوم الى الجانب التطبيقي".
وأكدت أن المشاركين المغاربة استطاعوا الاندماج بسلاسة في الانشطة المسطرة في إطار المخيم "بالنظر الى الطريقة المبسطة التي يتم بها شرح المفاهيم العلمية، وبالتالي لم نجد أدنى صعوبة في إنجاز مختلف المهام".
بدوره ،اعتبر المشارك زياد علاوي من مدينة القنيطرة، أن القيمة الاساسية للمشاركة في هذا البرنامج التربوي "تتمثل في الاحتكاك بالجانب التطبيقي للعلوم وتجسيد المعارف العلمية التي تلقيناها في أعمال ومشاريع ملموسة".
وقال الشاب المغربي إن هذه المشاركة "منحتني حافزا أكبر على مواصلة الاجتهاد لاستكمال مساري الدراسي على أعلى مستوى ولم لا بالولايات المتحدة الامريكية".