تحل الذكرى الأولى لهجمات برشلونة الدموية، التي راح ضحيتها 14 شخصا من المارة وجرح فيها مايزيد عن المائة في عملية دهس مروعة، وسط مخاوف من استمرار توالد خلايا إرهابية "محلية الصنع" رغم خوض مصالح الاستخبارات والشرطة الإسبانية حربا ضروسا على الجماعات المتطرفة ذات الفكر الجهادي، حرب يبرز فيها دور قوي للمغرب.
شكل الحدث هزة جديدة في إسبانيا، ما أعاد إلى أذهان الإسبان ذكريات هجمات مدريد 2013 التي كانت أكثر دموية سنة، ما أدخل البلاد في مواجهة مباشرة مع الفكر المتطرف الجهادي.
ووفق خبراء، تحدثت إليهم وكالة الإنباء الرسمية الإسبانية "إيفي"، فإن التهديد الجهادي مازال قائما اليوم، وأن الدليل على ذلك هو أن السلطات الإسبانية اعتقلت 274 شخصا لعلاقتهم بالإرهاب الجهادي فقط منذ 2013، كما أن 70 في المائة من الملفات التي اشتغلت عليها الشرطة في الجار الشمالي تتعلق كلها بقضايا الإرهاب والخلايا الجهادية.
ففي مثل هذا اليوم، 17 غشت من العام الماضي، دهست سيارة "فيات طالينتو" مارة كانوا يتجولون بشارع "لارامبلا" الشهير ببرشلونة، وعلى طول أكثر من 520 مترا، واصل راكب السيارة دهس المارة، ليقتل 14 شخصا ويجرح العشرات، وهي العملية التي تبناها فيما بعد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا المعروف بـ"داعش".
وحسب المصدر فإن إسبانيا تدرك بأن الحرب على الفكر الجهادي لا يمكن خوضها بشكل أحادي، وإنما بالتعاون مع أطراف دولية أخرى، وهنا قالت الوكالة إن التعاون بين الأجهزة المغربية والإسبانية أتى أكله بشكل جيد واستثنائي، وهو ما لم يصله التعاون المغربي الفرنسي أو المغربي البلجيكي.
ويرى خبراء متخصصون أنه رغم أن التعاون مع أطراف خارجية في القضاء على الخلايا والفكر الجهادي يعطي ثماره، إلا أنه يبقى غير كاف، خاصة إذا كان هذا الفكر يجد بيئة حاضنة وتربة لانتشاره، وأن خلية برشلونة كانت إسبانية المولد والممات.