أسلم القيادي الاتحادي الحبيب الشرقاوي الروح لبارئها اليوم الجمعة في مدينة الرباط، بعد مسار سياسي حافل عاصر فيه ثلاثة ملوك، وكان أحد الوجوه الاتحادية التي رافقت رموز حزب الوردة في أحلك الظروف من ايام المهدي بنبركة مرورا بعبدالرحيم بوعبيد انتهاء بعبدالرحمان اليوسفي. الشرقاوي كان يوصف بالعلبة السوداء للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
واتحد الاتحاديون اليوم الجمعة في نعي القيادي الشرقاوي وفي الاجماع على أن حزب الوردة فقد شخصية مؤثرة وجريئة لا تتردد في الإعلان عن مواقفها مهما كلفها ذلك من ثمن.
ويعتبر الحبيب الشرقاوي أحد الوجوه البارزة في النضال السياسي خلال فترة ما بعد الاستقلال، إذ التحق الشرقاوي مبكرا بالحركة الوطنية، حيث كان والده أحد الموقعين على وثيقة المطالبة بالإستقلال سنة 1944.
وبدأ الشرقاوي مساره في العمل السياسي عام 1950 عندما انخرط في صفوف حزب الإستقلال، حيث عاصر أهم وأصعب الفترات السياسية التي مرت بالمغرب، وكان شاهدا وفاعلا في الكثير من الأحداث بداية من الإستقلال وحتى حكومة التناوب التي قادها صديقه المقرب عبد الرحمان اليوسفي.
يعتبر الحبيب الشرقاوي أحد رجال ثقة اسمين كبيرين قادا حزب الوردة وهما عبدالرحيم بوعبيد وعبدالرحمان اليوسفي، كما أن نزاهته جعلته يدبر لسنوات مالية الحزب، في زمن يصفه الاتحاديون بأنه الزمن الحارق للنضال.
واعتبر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر في تصريح "تيل كيل عربي" أن الحزب فقد رجلا فذا وقامة سياسية كبيرة.
وقال لشكر "لقد شكل بيته مقرا دائما للاتحاديين في زمن كان يعاني فيه الحزب الافتقار لمقرات، لقد كان يفتح بابه لجميع الاتحاديين وفي أحلك الظروف".
ويتابع لشكر "إنه من بين أربعة أو خمسة قياديين اتحاديين الذين ارتبطت بهم، لقد كان لي به اتصال مباشر، وكان متفرغا وشبه مداوم في مقر الحزب، شكل دوما مصدرا لتقديم النصح للجميع خاصة في سنوات الثمانينات والتسعينات، لقد كان رجلا مبادئ، ولا يخاف في قول الحق لومة لائم، وصراحته الكبيرة وجرأته جلبت له متاعب كبيرة طوال مساره السياسي".
لم تخفت شعلة المناضل حتى أيامه الأخيرة، إذ كان يصر على القيام بتداريبه الرياضية في النادي الرياضي بالرباط، وهو في عمر يتجاوز الثمانين، دون أن تتمكن 60 سنة من العمل السياسي من إحباط عزيمته ولا شغفه بالرياضة ومتابعة التطورات السياسية لمغرب اليوم.