كثيرا ما يسأم السياح المسلمون من تناول الخضر والأسماك وهم يزورون بلدا غير مسلم، بسبب غياب مطاعم تقدم وجبات حلال أو وجبات تضم لحوما تتطلب أن تكون مذبوحة على الطريقة الإسلامية، إذ يسهل العثور على مطعم إيطالي أكثر من العثور على مطعم يقدم قوائم طعام حلال، ويبدو أن الحل يأتي هذه المرة من المغرب ليقدم تطبيقا يسهل على السياح المسلمين أينما كانوا "خارطة" رقمية لجميع المطاعم الحلال كيف ذلك؟
تفتقت الفكرة عند المهدي تريفحات الذي فكر وصمم موقع وتطبيق "حلال في أي مكان" "halalanywhere.com".
يمنح التطبيق للزبون منصة أو قاعدة بيانات لمجموعة من المطاعم في جميع أنحاء العالم التي تقدم الطعام وفقا للمبادئ الإسلامية، كما يسمح للزبون بتقديم طلبياته من أي مكان كان يتواجد به.
لا يقتصر مصطلح الحلال على الغذاء الذي يمكن أن يستهلكه المسلمون فحسب، بل صار يشمل اليوم أيضا السلوكيات وأنماط الحياة؛ وبالتالي، هناك حديث عن "الملابس الحلال"، "الشواطئ الحلال" و"الفنادق الحلال"، أو ما ما يطلق عليه عموما السياحة الحلال، والتي يقدر حجم معاملاتها اليوم في العالم ما يقاربـ200 مليار دولار.
ووفق قصاصة لوكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، فإن على المسلم ألا يتجنب أكل لحم الخنزير أو الكحول فحسب، بل كل الأطعمة التي تدخل في عملية الطبخ، مهما كانت الكمية صغيرة، بالإضافة إلى ذلك، تعتبر جميع اللحوم البقرية أو لحوم الأغنام حلالا فقط إذا ذبحت وفقا لطقوس إسلامية محضة، بما في ذلك التكبير وتوجيه الدابة صوب القبلة عند لحظة الذبح.
يمكن اليوم الحديث عن "صناعة حلال" ظهرت أولا في بلدان شرق آسيا، ثم ما لبثت تكتسب نموا كبيرا في العالم: الفنادق التي لا تخدم الكحول ولديها غرف للصلاة، ونواد بها أحواض سباحة غير مختلطة، وحتى منتجات تجميلية لا تدخل في عملية التصنيع الخاصة بها مكونات مثل المشتقات الحيوانية أو الكحول.
يدرك المهدي مبتكر التطبيق أن أكل اللحم الحلال هو "ضرورة حيوية" للمسافر المسلم، وهو ما دفعه إلى ابتكار هذا التطبيق.
يشرح المهدي تريفحات بأن الفكرة تشبه مبدأ عمل "أوبر" إذ يقدم التطبيق منصة معلومات خاصة بالمطاعم الحلال، كما تسمح للزبائن بتقييم المنتوج وتنقيطه، وهو ما يسمح للزبناء الباقين من الحصول على فكرة للمنتوج المقدم في المطعم أو الفندق، وذلك بناء على تجارب حقيقية لزبناء مسلمين سابقين.
يقول الشاب المغربي إن التطبيق اليوم يجمع مسلمين من جنسيات مختلفة، كما يتوفر على عناوين لمطاعم تقدم منتوجات حلال في أزيد من 14 ألف نقطة موزعة على العالم، كما أن التطبيق يضم اليوم شبكة فنادق تقدر بـ39 ألف فندق.
ويضيف المهدي تريفحات "نحن نريد أن نجعل الحياة أسهل بالنسبة للمسافرين المسلمين"، ثم يزيد قائلا "يمثل سوق الحلال اليوم 200 مليون مسافر في العام".
ويقع مقر الشركة الناشئة في حي مركزي في الدارالبيضاء، يوضح المهدي تريفحات طريقة عمل التطبيق، ويقول "تعمل المنصة بطريقة بسيطة أشبه بتطبيقات الحجز الفندقي، فعندما تختار وجهتك، فمن المستحسن أن تلج التطبيق بيوم واحد قبل السفر، ثم عليك اختيار المطعم وتحديد قائمة الطعام إذا كنت ترغب في ذلك، قم بملء التاريخ والوقت اللذين ترغب في استلامهما والدفع يكون عند تلقي طلبك".
ويختم المهدي "سواء كنت مستلقيا على شواطئ ميامي، أو تستمتع بالمناظر الخلابة في جزيرة فوكيت، أو تعمل من فندقك في لندن، فستصبح القائمة الخاصة بك مع اللحوم الحلال ساخنة وجاهزة. يمكن للمسافر الآن التوفر على "طعام مسلم" أينما كان.