عاد موضوع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا إلى دائرة الأضواء، خاصة في الضفة الشمالية لمعبر جبل طارق، بعدما خصصت جريدة "الكونفدنسيال" الإسبانية تحقيقا حول الموضوع، وجدوى خلق شركتين عموميتين في كل من المغرب وإسبانيا، تشتغل منذ 37 عاما دون أن يتحقق شيء.
وكشفت الجريدة الإسبانية أنه بعد ما يقارب أربعة عقود، خلص الخبراء في الجانبين إلى الحل النهائي للربط القاري بين طريفة ورأس مالباطا في طنجة، وهو اعتماد نفق تحت مائي للسكك الحديدية.
برزت فكرة ربط قاري بين إفريقيا وأروبا في ثمانينات القرن الماضي، عندما رعاها الملك الراحل الحسن الثاني وورئيس الحكومة الإسبانية أدولفو سواريز. وحسب "الكونفدنسيال"، كان الاتفاق يعبر عن رغبة في تعزيز التجاور بين البلدين، وأن مشروع "الوحدة القاري" قرر أن يكون عبر السكك الحديد، فخلقت شركتان في كل ضفة,
أنشأت إسبانيا "الشركة الإسبانية لدراسات الاتصال الثابت عبر مضيق جبل طارق" وأنشأ المغرب الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق، وتقول الجريدة إن شركتين عموميتين خلقتا ليس لإنجاز المشروع وإنما لدراسة وتقييم إنجازه.
وكشفت "المونفدنسيال"، في تحقيق حول مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا عبر معبر جبل طارق، أن 37 سنة من الدراسات والعمل المشترك بين الإسبان والمغاربة قاد في النهاية إلى التوصل إلى اختيار "النفق البحري" للقطارات عوض خيار جسر معلق.
ووفق ما كشفه خبراء من الشركة الإسبانيةن فإن العوائق الجيولوجية لمعبر جبل طارق تقف حجرة عثرة من سنوات أمام المشروع، لأنها على امتداد أربعة كيلمترات من المسافة الفاصلة، يشكل التقاء صفيحتين تكتونيتين الإفريقية والأوروبية، تكاثفا للطبقات الجيولوجية، وهو ما لا يتوفر مثلا في الطبيعة الجيولوجية لنفق المانش أو نفق طوكيو.
ووفق ما كشفته الجريدة الإسبانية فإن الخيار النهائي بعد 37 سنة من الدراسات تجسد في عبور نفقين للسكك الحديدية يبلغ طوله 28 كيلومترا مضيق جبل طارق، بعمق 300 متر. وعلى أن تستغرق الرحلة بين الجانبين حوالي 30 دقيقة.
ويرى خبراء من الشركة الإسبانية أن من أجل الوصول إلى هذه الخطة تطلب الأمر ما يقرب من أربعة عقود من العمل: دراسات، استكشاف الأرض، اجتماعات متفرقة بين الضفتين.