تم العثور على عظام أول إنسان عاقل يعود إلى 300 ألف سنة في المغرب، وتحديدا في جبل إيغود. اكتشاف قلب تاريخ جنسنا البشري، الذي أضاف 100 ألف سنة لأصله. عبد الواحد بن نصر، عالم آثار ومشارك بالاكتشاف يوضح لنا بعض التفاصيل.
ما هي قصة اكتشاف العظام البشرية في جبل إيغود؟
أعطيت انطلاقة التعاون مع معهد ماكس بلانك في ليبزين سنة 2004. في البداية كان يجب تحضير الأرض للتنقيب، عن طريق مسح كل ما يمكنه منع الوصول إلى الطبقات الأثرية، وتحديدا الانهيارات الأرضية التي تأتي من أعلى التل.
في سنة 2004 أخرجنا 200 متر مكعب من الأتربة، عندها تم تنظيف الموقع وأصبحت الطبقات الأثرية متاحة. وبدأ البحث يعطي أولى ثماره في سنة 2007. وجدنا جمجمة وقطعة من عظم فخذ والفك السفلي. كان علينا ضمان بقاء العظام سالمة. لهذا قمنا بتجبيس الجمجمة التي خضعت للفحص في المغرب وخارجه.
ما هي خلاصة تلك التحاليل والفحوص؟
أجدادنا أصيبوا بشيخوخة كبيرة. والباحثون يعتقدون أن تاريخ الانسان العاقل يعود ل195 ألف سنة. لكن الرقم الذي وجدناه هو 300 ألف سنة. نحن أنفسنا فوجئنا من النتيجة، حيث لم نكن نتوقع أكثر من 200 ألف سنة. فرضية أخرى ممكنة، وهي أن أصل جنسنا لا يعود فقط لشرق إفريقيا، حيث وجد بها عظام تعود ل195 ألف سنة. بل لا يجب نسيان، أنه في تلك الفترة، لم تكن هناك صحراء، وأن إفريقيا كانت خضراء، ما يعني أن الهجرة كانت سهلة.
لماذا الانتظار 10 سنوات بين الاكتشاف والإعلان عنه؟
عملية النشر دقيقة جدا، إذا أردت نشر مقال جيد، فيجب تخصيص وقت للتحقق والتزود بالحجج. البحث أيضا يدوم طويلا، لأننا لا نتوفر على حق التنقيب سوى شهر واحد في السنة. من أجل تأكيد تاريخ 300 سنة، استعملنا طريقتان في التحقيب: التعرف عن طريق الرنين الالكتروني المغناطيسي، والاستعانة بالحرارة. التجربتان تتفقان على 300 ألف سنة مع وجود هامش لـ32 ألف سنة. وهو ما يجعل اكتشافنا قويا.