عاد موضوع برامج التجسس المتقدمة المثبتة على الهواتف الذكية إلى الواجهة، بعد تقرير مفصل أعده مختبر تابع لجامعة تورنتو الكندية ونشر اليوم الثلاثاء، كاشفا على لائحة نهائية للدول المستهدفة ببرنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي، تشمل 45 دولة من بينها المغرب. التقرير لم يكتف بذكر الدول المستهدفة، بل فصل في مصدر التجسس، كاشفا أن البرنامج يجري استعماله في التجسس والتجسس المضاد.
وقال التقرير الذي أعده "مختبر المواطنة" "ستيزين لاب" التابع للجامعة الكندية، والذي يعنى برصد خروقات التكنولوجية وعلاقتها بحقوق الإنسان والأفراد، قال إنه رصد خلال العامين الماضيين تواجدا للبرنامج في دول مثل المغرب ومصر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ومصر والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والهند وسنغافورة وقطر واليمن والبحرين وكينيا وسويسرا وتونس وبولندا ولبنان والأردن والبرازيل وهولندا وبريطانيا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وحسب التقرير، فإن حصان طروادة الرقمي الذي يحمل اسم "بيغاسوس" وتنتجه شركة "إن إس أو" الإسرائيلية، يسمح بالتجسس على المكالمات الهاتفية والرسائل القصيرة وجميع التطبيقات المثبتة على الهاتف الذكي، كما بإمكانه أن يسمح بالتحكم في الهاتف عن بعد، بل وفي كل الأجهزة الإلكترونية القريبة من الهاتف المستهدف.
ووفق تقرير "ستيزن لاب" ، فإن الدول المدرجة في هذه اللائحة شكلت أهدافا محددة للمتجسسين، ولم يشر التقرير إلى ما إذا كانت حكومات هذه الدول هي من تتجسس على مواطنيها، بل قال إن هذا الاحتمال يعادل احتمال قيام حكومات أجنبية بالتجسس على أفراد معينين في دول أخرى.
من يتجسس على من؟
يشير التقرير إلى أنه خلال الفترة الممتدة ما بين غشت 2016 وغشت 2018، جرى رصد 1091 عنوان برتوكول الأنترنت "أي بي" و1014 اسم مجال موزعة على 36 نظام بيغاسوس تستهدف الدول 45.
وحسب التقرير فإن هناك 5 مشغلين لنظام التجسس عن بعد مخصصة لإفريقيا لوحدها، و12 مشغل يستهدف دول الشرق الأوسط، وثلاث موجهة خصيصا للمكسيك، فيما توزع الباقي على دول أوروبية واسيوية.
فيما يتعلق بالمغرب كشف التقرير أن هناك مشغلا واحدا ينطلق من المغرب، وأنه يتجسس على أهداف في دول أخرى مثل الجزائر وفرنسا وتونس والكوت ديفوار والإمارات العربية المتحدة.
كما كشف التقرير أن هناك مشغلا آخرا يستهدف المغرب ومصدره في العربية السعودية، إذ جرى تشغيله سنة 2017، وتحمل عملية التجسس اسم "مملكة".
وبما أن التقرير الصادر على مختبر علمي يعتبر الأول من نوعه الذي يبحث في علاقة العالم الرقمي بحقوق الإنسان، فإنه قال إنه رصد استعمالا لبرنامج "بيغاسوس" في التجسس على فعاليات مدنية تعنى بحقوق الإنسان، وأن هذا الأمر جرت معاينته في كل من البحرين وكازاخستان والمكسيك والمغرب والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.