تحولت الاحتجاجات التي نظمها محسوبون على مشجعي فريق المغرب التطواني أمس الجمعة إلى أحداث عنف، نتج عنها تكسير عدد من الممتلكات العامة والخاصة.
الاحتجاجات التي جاءت للمطالبة بالتحقيق في وفاة شابة، كانت مرشحة للهجرة، بعدما تعرض الزورق الذي كانت على متنه لإطلاق النار من قبل القوات البحرية الملكية سرعان ما تحولت إلى رفع شعارات ضد الدولة المغربية، والمطالبة باسقاط الجنسية، والدعوة لهجرة جماعية، كما قام بعض المراهقين برفع العلم الاسباني داخل ملعب سانية الرمل، ورفع شعار "عاشت اسبانيا".
وتشير المعطيات، التي حصل عليها موقع "تيل كيل عربي" أن السلطات المحلية قامت باعتقال عشرة أشخاص بتهمة"الحاق الضرر بالممتلكات العامة، وحمل السلاح الأبيض".
وكشف مصدر قريب من التحقيق لموقع "تيل كيل عربي" انه يوجد أربعة قاصرين من العشرة المعتقلين الذين سيتم غدا الأحد تقديمهم أمام النيابة العامة، بعد انتهاء فترة الحراسة النظرية.
وكان المئات من الشباب بتطوان قد نظموا أمس مسيرة احتجاجية في اتجاه ملعب سانية الرمل مرددين شعارات تطالب بالتحقيق في مقتل "حياة بلقاسم" من قبيل "الشعب يريد من قتل حياة".
ولم يقف المحتجون عند هذا الحد، بل رفعوا شعارات أخرى أكثر حدة، تعكس جو الإحباط واليأس الذي يعيشونه من قبيل "باي باي يا بلادي، إسبانيا تنادي"، أو "وداعا بلادي، إسبانيا تنادي"، و"الشعب يريد الحركَة فابور"، و"عاشت اسبانيا".
وخلفت احتجاجات أمس ردود فعل متباينة، إذ في الوقت الذي اعتبرها البعض مؤشرا على فشل سياسات الدولة في شتى المجالات، اعتبرها آخرون أحداث عنف، ولا تمت للاحتجاج بصلة.
واعتبر الحقوقي والمحامي نوفل البعمري أن ما حدث" يطرح مرة أخرى سؤال مؤسسات الوسائط في بلادنا، المؤسسات الحزبية و النقابية و المدنية التي من المفترض أن تكون قائدة لأي فعل احتجاجي حتى و لو كان احتجاجا عفويا".
وأضاف في تدوينة له على الفيسبوك"المغاربة كانوا دائما يتظاهرون و يحتجون بشكل واع و مسؤول". وتابع "مئات المسيرات تنظم يوميا في المغرب و لا أحداث تذكر"، معتبرا أن مشاهد أمس تنتمي لمغرب غير المغرب الذي نعرف و نعيشه يوميا مع حركاته الاحتجاجية، و قد تكون معزولة في السياق و الزمن الاحتجاجي ببلادنا. وزاد " جزء كبير من الشباب غير مؤطر و غير مؤهل، أكثر من مليوني شاب و شابة مغربي/ة لا يذهب للمدارس و لا عمل له،خارج المؤسسات مقصي من الحياة الإجتماعية بشكل يدفعه لليأس و فقدان الأمل، و يزداد هذا الإحساس مع تزايد حجم لامبالاة المسؤولين، بحسبه