الظهور البارز للسيدة الأولى السابقة في الولايات المتحدة الأمريكية ميشيل أوباما على الساحة السياسية بقوة، يفرض طرح السؤال حول إمكانية ترشحها لرئاسة بلادها، للعودة إلى البيت الأبيض، على غرار محاولة هيلاري كلينتون، وربما لخلافة دونالد ترامب، لـ"الانتقام" لهيلاري التي منيت بهزيمة من الرئيس الحالي.
وما يعزز هذه الإمكانية، حضورها البارز في سجل سياسي محض هو التصويت وتشجيع الشباب على ممارسة هذا الحق للقضاء على هيمنة "الفوضى اليومية، والتفاهة، والخيال" على "الخطاب السياسي"، التي قالت إنها تعبت منها، في إشارة إلى المستوى الذي آلت إليه الأمور في عهد دونالد ترامب، خلف زوجها باراك أوباما، دون أن تسميّه.
وشاركت أوباما في حديث مع الشباب في مركز واتسكو التابع لجامعة ميامي للمساعدة في تعزيز أرقام تسجيل الناخبين يوم الجمعة . وذكرت أنها عندما بدأت تفكر في الابتعاد عن كل شيء، تذكرت مدى رغبة والدها الراحل في التصويت، وقالت "عندما أعتقد أن الوقت قد حان للابتعاد وغلق كل شيء، أفكر في والدي".
وقد توفي والد ميشيل أوباما ، فريزر روبنسون، في العام 1991 بعد أعوام من الصراع مع مرض التصلّب العصبي المتعدد وقالت إنه على الرغم من حالته ، فإنه كان يجبر نفسه على صعود الدرج إلى شقتهم باستخدام العكازات، ليخرج من الباب للعمل، وطالما افتخر بنفسه من دون أن يفوته يوما.
وقالت أوباما إن موقف والدها من العمل هو نفسه الذي استخدمه عندما تعلق الأمر بالتصويت، وقالت في هذا الصدد "في كل يوم انتخابي ، كان يمسك بتلك العكازات ويصعد إلى السلالم للتصويت وفي بعض الأحيان كان يأخذني".
وتابعت ميشيل "اتذكر أنني عندما كنت أسير معه إلى الطابق السفلي للكنيسة حيث كان هناك مركز اقتراع، وكان ينظر لبضع دقائق في الصف- بغض النظر عن المدة التي قضاها - وكان يبتسم ويتحدث مع الجميع".
وأضافت أوباما أن والدها فعل أقصى ما في جهده للخروج بنفسه للتصويت لأنه عرف مدى أهمية ذلك. وقالت:"ذهب للتصويت لنفس السبب الذي ذهب إليه في العمل. قد فعل ذلك لعائلته".
وأطلقت ميشيل أوباما مؤخرا "تصويتنا جميعًا"، وهي منظمة وطنية غير حزبية وغير ربحية. كان هذا الحدث يوم الجمعة في ميامي قد توّج أسبوعا من النشاط الشعبي مع 2000 حدث في 49 ولاية. لم يتم ذكر أسماء مرشحين في هذا الحدث، ولم تكن هناك أي أحزاب سياسية، كما أكدت أوباما أنها لم تكن موجودة "لإخبار أي شخص أن يصوت لصالح من".
فهل بعد هذا كله، لاتظهر ملامح مرشحة رئاسية قادمة، خصوصا أن زوجها خرج عن واجب التحفظ وانتقد سياسات ترامب بشكل واضح مؤخرا؟