حينما قصف الأمريكيون الدار البيضاء في مثل هذا اليوم (صور نادرة)

الدار البيضاء تحت القصف
موسى متروف

في مثل اليوم، وتحديدا 8 نونبر 1942، انطلق الأمريكيون، ومعهم إنجليز، من قاعدتهم بجبل طارق، لمهاجمة الدارالبيضاء ووهران والجزائر العاصمة، التي كانت تحت السيطرة الفعلية لممثلين عن حكومة فيشي (التي كان يقودها الماريشال فيليب بيتان في زمن الاحتلال الألماني لفرنسا في الفترة ما بين 10 يوليوز 1940 و20 غشت 1944) الموالية للنازية.

ميناء البيضاء تحت نيران الحلفاء

وكان هذا الإنزال بمثابة فتح جبهة جديدة (بشمال إفريقيا) ضد الألمان الذين كانوا يسيطرون على القارة الأوروبية؛ إذ تم بالفعل في الانتصار على رومل في مصر، في هجوم مضاد، في نهاية 1942، كما ساهمت في إنزال صقلية بجنوب إيطاليا في يوليوز 1943،  وبعد شهرين في كورسيكا.

جنود أمريكيون بين فضالة (المحمدية حاليا) والدارالبيضاء

وقد وقعت عملية "طورش" (الشعلة)، وهو اسم العملية، تحت قيادة الجنرال إيزنهاور، قبل ثلاثة أشهر من استسلام الألمان في ستالينغراد.

الرسالة التي كان الأمريكيون يرمونها على الساكنة البيضاوية من الطائرات
القوات الأمريكية بفضالة

وقد لقي الحلفاء في شمال إفريقيا مقاومة شديدة من قوات حكومة فيشي التي تعدى قوامها 100 ألف جندي بكامل تجهيزهم العسكري، وقد خلفت في وهران والدارالبيضاء آلاف القتلى، وإن كانت القوات الفيشية تعرضت لضربة قاضية في الجزائر العاصمة، التي قام 400 مقاوم جزائري بعملية نوعية سيطروا فيها على المدينة طيلة تلك الليلة ليوم 8 نونبر، ما سار في اتجاه دعم الحلفاء الذين سيطروا على المدينة بعد ذلك، وهو ما لم يتأت إلا بعد أيام في الدارالبيضاء، وتحديدا يوم 11 نونبر 1942، الذي عرف استسلام القوات الفيشية الموالية للنازية.

وأسفرت عملية "الشعلة" عن مقتل 1346 من الجنود الفرنسيين، فيما لم يتجاوز قتلى جنود الحلفاء 479، خلال 3 أيام من المواجهات الدامية.

القوات الأمريكية تدخل دخول المنتصرين إلى مركز الدارالبيضاء (الحي الإداري)