أخذت الاحتجاجات التلاميذية على التوقيت الجديد الذي سنته حكومة سعدالدين العثماني، غرينتش +1، أبعادا جديدة، بعدما تواصلت لليوم السادس على التوالي.
وخرج آلاف التلاميذ اليوم في مدن مختلفة بالمغرب وهم يطوفون الشوارع، مما خلق إرباكا في حركة المرور، رافعين شعارات تندد بإضافة ساعة إلى توقيت المملكة، فيما تجمعت حشود منهم صباح اليوم الاثنين أمام مقر البرلمان في الرباط، في وقت أقدم فيه بعض منهم على الدوس على العلم الوطني، ورفع شعارات تطالب بإسقاط الجنسية.
ولا يطالب التلاميذ بتعديل توقيت دخولهم وخروجهم من المدارس فقط، بل يطالبون بالتراجع عن اعتماد التوقيت الصيفي على مدار العام.
إذ يقضي هذا القرار الذي جاء على نحو مفاجئ باعتماد التوقيت متقدما ساعة واحدة على توقيت غرينيتش. وعللته الحكومة بـ"تفادي تعدد التغييرات التي يتم إجراؤها مرات عديدة خلال السنة"، و"تقليص مخاطر الذروة في استهلاك الكهرباء".
ما خلف اضطرابا وردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتحول إلى مسيرات وإضراب عن الدراسة في معظم المدن المغربية.
ورفع الطلاب المتظاهرون شعارات تطالب بـ"إسقاط التوقيت الصيفي"، و"سماع صوت الشعب"، فضلا عن بعض الأناشيد التي يرددها جمهور الكرة في مدرجات الملاعب.
وقالت لمياء (16 سنة) "نحن مصرون على مقاطعة الدراسة حتى تتراجع الحكومة عن التوقيت الصيفي، أصبحنا مضطرين للخروج صباحا تحت جنح الظلام ما يعرضنا لمخاطر".
وقال أيوب (17 سنة) "فرضوا علينا استراحة ساعة واحدة بين فترتي الصباح بينما يلزمني نصف ساعة لكي أصل إلى بيتي".
ولم تسجل أعمال شغب باستثناء بعض المناوشات بين المحتجين وسط شعارات "سلمية سلمية"، بينما أحاطت قوات الأمن بمدخل البرلمان.
وفي أول رد فعل رسمي على هذه الأحداث، قال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي "إن أطرافا أخرى دخلت على خط احتجاجات التلاميذ من أجل تأجيج الوضع"
وشدد أمزازي جوابا على مداخلة لإدريس الأزمي، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب اليوم الإثنين أن وزارته اتخذت الإجراءات اللازمة لمواكبة قرار زيادة ساعة إلى التوقيت الرسمي المغربي من خلال تحديد توقيت الدخول في الساعة التاسعة صباحا.
ودعا أمزازي الأسر المغربية إلى اقناع أبنائها بالعودة إلى مقاعد الدراسة، متمنيا لهم التوفيق في مسارهم.
من جهته، حذر إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية من "حرق العلم الوطني، وإهانة رموز الأمة من قبل بعض التلاميذ"، داعيا إلى ضرورة ترسيخ قيم المواطنة في الفضاء المدرسي.